بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 31 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو El_Shaba7 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 1277 مساهمة في هذا المنتدى في 924 موضوع
رواية احسان عبد القدوس الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
رواية احسان عبد القدوس الجزء الثانى
هذا الرواية استكمال للجزء الاول .
اسيبكم فى الجزء الثانى.
كنت بنتا كبقية البنات ..... أهيم وراء تأوهات عبد الوهاب ونحيب عبد الحليم حافظ ، وأسكب صباي بين سطور القصص والأفلام العاطفية ...........
وكنت حلوة .. جميلة .. شعري في لون البندق ... طويل يصل إلى كتفي ... وعيناي واسعتان .. عسليتان..... عندما ينسكب فيهما ضوء الشمس يشعان بلون أصفر ، لن أقول إنهما كعيني غزال ، فلقد رأيت عيون الغزلان وكرهتها ... وفمي صغير ... شفتاي مكتنزتان ......ولي سنة أمامية نصفها مكسور ..... دمها خفيف ... عندما تنكشف عنها شفتاي يخيل إليك أني أبتسم ، ولا تملك إلا أن ترد ابتسامتي .............. وبشرتي بيضاء ... في لون اللبن الحليب .... وقوامي يجنن .... إنني طويلة ...... لست طويلة جدا ....... فقط170 سم ........ وساقاي رائعتان ........ كأنهما قالبان من نور .......... إني أحب ساقي .......... أحبهما لدرجة أني _ وأنا في السادسة عشر _ علقت في ساقي اليمنى سلسة ذهبية رفيعة تدلى منها خرزة زرقاء ........ ومنذ كنت في السابعة عشر وأنا ألبس حذاء بكعب عالي ....... سبعة سنتي ....... إن الكعب العالي يظهر جمال الساقين وخصري نحيل ... لا يزيد عن 55 سم ...... وكنت مفتونة بجسدي ...... كنت أقفل باب حجرتي بالمفتاح ، وأقف أمام المرآة أتأمل كل قطعة منه ، كل خط فيه ..... وأتمنى أن تسمن ذراعاي قليلا ...... حتى يقل بروز العظمتين اللتين ترسمان كتفي ثم ....... ثم أرقص ........... أرقص أمام المرآة ..... وابتسم لخصري وهو يتثنى .. وصدري وهو يرتعش ....وساقي وهما تتأرجحان ...... إنني أحب الرقص .....ولكن أحدا لم يرني أرقص إلا مرآتي .......حتى أمي لم ترني ...
ولم يكن يخطر على بالي صورة أي رجل وأنا واقفة أمام المرآة أتأمل جسدي ... أبدأ .... لم أكن أفكر فيمن أعطي هذا الجسد ... أبدا ... أبدا ... كل هذا كان بعيدا عني ... كنت ألمح عيون الرجال والأولاد تلاحقني ... وكنت أزهو بملاحقة هذه العيون ، ثم أنفضها عن إحساسي كأني أهش الذباب .... دون أن أترك ذبابة واحدة تحط علي ، أو تلتصق بي .. حتى في خيالي ... لم يكن هناك رجل معين .......... رجل أسعى إليه ........ أو يسعى إلي ....... كان كل ما في خيالي نجوم السينما ... روك هدسون ........ دين مارتن ....... جريجوري بيك ....... ليسوا رجلا ..... مجرد خيال ....... ومجرد أحلام ......... لا تثير في جسدي أي إحساس ......... كأن هذا الجسد لي وحدي .... وكنت أحس أني وحدي صاحبة الحق في التمتع فيه ....... بالنظر إليه ....... وتأمله .. واكتشاف أسراره .. كنت كالبخيلة التي تحتفظ بكنزها ..... لا تفتحه إلا أمام مرآتها ... وكنت أتمتع فعلا بتأمل جمالي أكثر من تمتعي بأن يتأمله غيري ........ كنت مفتونة بنفسي .......
هل أطلت بوصف جمالي ........
عذرا.........
فهكذا تبدأ قصتي ............ تبدأ يوم بدأ إحساس بأني جميلة ......يوم فتنت بنفسي ......
ورغم هذا فجمالي له خاصية غريبة ....... فهو يبهر بعض العيون ، كما يبهرني .... وعيون أخرى لا تراه ....... تمر به دون أن تأبه ........ كأني لست جميلة ......بل إن الناس يرون بشرتي البيضاء صفراء ..... وزميلاتي في مدرسة الفرنسسكان يسمينني "البنت الصفراء" ..... وبعض الناس يرون عيني الواسعتين جاحظتين بارزتين ...... وبعضهم يرى صدري وظهري ممسوحين .... ولكني لا أعرف هؤلاء الناس ولا أريد أن أعرفهم ....... إني أكرههم ...... أكرههم ......... وأنا جميلة رغم أنوفهم .......جميلة ... جميلة ......... وكل من أعرفهم يعرفون أني جميلة ..... أمي تزهو بي .......وخالاتي الخمس يستشهدن بجمالي .... وأنا أجمل من ريري ابنة خالي ....... وأجمل من فريدة ابنة عمي ....... وأجمل بنت في شارع صلاح الدين في مصر الجديدة ......... والخطاب يطرقون بابي منذ كنت في الخامسة عشر من عمري ........
ومن يدري ........
ربما كان اختلاف الناس حول جمالي ، هو الذي جعلني أزداد تعلقا به ... وأتأمله كل لحظة .... كأني أتعلق بشيء أخشى أن يضيع مني ........
إلى أن خطبت .........
كنت أيامها في السادسة عشر أقيم مع أمي وزوجها ، وإخوتي منها ولدان وبنت ....... وأمي سيدة طيبة .... تصلي وتصوم ....... ولها في كل شهر نذر لأحد الأولياء ....... نذر لسيدنا الحسين لو نجح إبنها ........ ونذر لسيدي أبو العباس لو شفيت ابنتها من الحصبة ...... ونذر ..... ونذر ...... وتقرأ الفنجال ....... وتفتح الكوتشينة ....... ولكنها رغم كل هذه الأوهام التي تسيطر على رأسها ، سيدة مرحة .......لا يخلو يوم من أيامها من اجتماع بصديقاتها ..... وصديقاتها نصف سيدات القاهرة .
وكانت أمي تدللني وتهتم بي أكثر من إخوتي ..... ربما لأني أقيم معها بعيدا عن أبي ...ز وتداري أخطائي وتتستر عليها ، حتى لا يدري زوجها ... في الوقت الذي تشكو فيه إخوتي إليه .. تشكو إليه كل خطأ ، ولو صغيرا فيضربهم ..
وزوجها رجل من هذا الصنف من الرجال الذي يدعي القسوة والحزم ، وهو عبيط تستطيع أن تضحك عليه ، وتخدعه ببساطة.
وكنت أنا وأمي خارجتين من محل الصالون الأخضر عندما رآني رجل ... وسار وراءنا .. وجرى وراء سيارتنا بسيارته ... إلى أن وصلنا إلى البيت وسأل عنا البواب ..... وفي اليوم التالي جاء ليخطبني ........
ولا أدري كيف أقنع أمي بالموافقة على خطبتنا ...... إنه في السادسة والثلاثين من عمره ... بيني وبينه عشرون سنة ......
وقد سبق أن تقدم لخطبتي شبان أصغر منه .. وهو ليس من عائلة كبيرة ، وقد سبق أن تقدم لي أبناء عائلات كبيرة .. وهو ليس مثقفا ثقافة عالية ، وسبق أن تقدم لي عملة دكتوراه ....... وهو عني . يعمل مقاولا في السويس ، ولكن سبق أن تقدم لي أغنى منه .............. ورغم ذلك قبلته أمي ...... إنه من هذا الصنف من الرجال الذي يستطيع أن يأكل عقل النساء العجائز ...........
ووافق زوج أمي ....... وافق بسرعة ...... ربما ليتخلص مني ........ ليستريح من تدليل أمي لي أما أبي ، فقد عارض .. ولكت معارضته لم تكن تساوي شيئا جادا ...... أبي كله ليس شيئا جادا .. ولا ينظر إليه أحد نظرة جادة ....... إنه إنسان لاه ... لا مسئول ......... يعيش لنفسه .... ويتزوج كثيرا ....... وكان أيامها يعيش مع زوجته الرابعة ......وكانت أمي تقول عنه إن له شقة خاصة يلتقي فيها بإمرأة أخرى ستكون يوما ما زوجته الخامسة .......
واستسلمت لأمي وفرحت بدبل الخطوبة ...... دبلة من قطع الماس المستطيلة " الباجت " ..... والشبكة ..... خاتم سوليتير حجمه خمسة عشر قيراطا ....... والثوب الجديد ....... والحفلة ... واهتمام خالاتي الخمس بي ..... وأول مرة أنزع الشعر الخفيف من فوق ذراعي وساقي ..... وفرحت أكثر لأني خطبت قبل ريري ابنة خالتي , وقبل فريدة ابنة عمي ....... كانت فرحتي أيامها طاغية ، انستني كل شيء حتى خطيبي نفسه ....... كنت أراه كما أرى باقي الرجال ..... أراه في نظرات عابرة ...... لم أحاول أن أدقق في ملامحه ....... لم أرى أيامها هذه الثقوب الصغيرة التي تنتشر فوق طرف أنفه ، والتي لا تراها إلا إذا دققت النظر ...... ولم أرى هذه السنة الذهبية في جانب فكه الأيمن ، والتي تطل عليك كلما ضحك ..... ولم أرى أن كل سراويله واسعة من الخلف ، كأن الترزي كاد يصنعها جلبابا ثم غير رأيه في آخر لحظة ........
وسافر خطيبي في اليوم التالي من إعلان الخطبة إلى السويس ....... وأصبح يتردد على القاهرة كل أسبوع ليبقى فيها ثلاث أيام... الجمعة والسبت والأحد ....... وكل خالة من خالاتي الخمس تقيم لنا وليمة غداء ..... وأبي دعانا مرة إلى العشاء .... وأحسست يومها أنه يقون بواجب ثقيل يكاد يخنقه .... لقد كاد يطردنا أنا وخطيبي بعد العشاء مباشرة ... ولكني لم أغضب من أبي .. إني أعرفه ...... وأحبه ........
ولم يتركونا أنا وخطيبي وحدنا أبدا ...... كانت أمي معنا دائما ..... وعندما تغيب للحظات تحرص أن تترك مكانها لزوجها أو لأخي الصغير ...... وخطيبي لم يحاول أبدا أن ينفرد بي ... بل لم يحاول أن يهمس في إذني همسة لا تسمعها أمي ... أو يضغط على يدي ..... أو أي لفتة من هذه اللفتات التي كنت أقرأ عنها في القصص . ... كان كل ما يحص عليه أن يصلي فروضه في موعدها ... وكانت كل أمنيته أن أصلي مثله ...... وأمي تطمئنه أني بعد الزواج لا بد أن أصلي !
وبدأت فرحتي بالخطبة تخف .....
الدبلة والخاتم رآهما كل أفراد عائلتي وكل صديقاتي ........... وثوبي أصبح قديما .... والحديث أصبح معادا .... ثم ......
عندما وقفت مرة أمام المرآة لأرقص كعادتي .. وباب غرفتي مغلق بالمفتاح ، شعرت لأول مرة أن هذا الجسد لم يعد لي وحدي .... لقد أصبح لي شريك فيه ... ورأيت في صفحة المرآة صورة وجه شريكي .. خطيبي .. ولأول مرة أعي ملامحه ، التي كنت ألتقطها بعيني دون أن أعيها .. دون أن أهتم بها .. رأيت الثقوب الصغيرة فوق مقدمة أنفه ... ورأيت سرواله المهدل ... واختفى خيالي الذي يحمل صورة روك هدسون , لم يعد أمامي إلا هذا الواقع الذي يحمل صورة خطيبي وسرت قشعريرة في بدني ..... ولم أستطع يومها أن أرقص ....... ومن يومها بدأ جسدي يقلقني .. بدأت أحس أن الكنز الذي حرصت العمر على أن أخفيه إلا عن مرآتي ، أصبح على وشك أن يكتشف ... بدأت أحس بالمعاول تحفر فوقه لتصل إليه .... معاول من إحساسي بأن شيئا يقترب من شفتي .. من عنقي ... من صدري .. من خصري ..من ساقي .. وتأكدت يومها أن كنزي لا بد أن يكتشف يوما .. لا حيلة لي .. لا أستطيع أن أخفيه بقية عمري .. شخص ما لا بد أن يصل إليه .. ولكني لا أريد أن يكون هذا الشخص هو خطيبي ..... لا أريده .... لا أريده ... إني أنفر منه .. إنه يقززني .... يده في يدي كقطعة العجين الملساء .. ونظرته تسيل من عينيه كقطرات الزيت .. وكلماته تقه من شفتيه كقطع الطوب ... ليس فيها حنان .... ليس فيها معنى يبهرني .... ليس فيها مهارة المكتشف ... مكتشف الكنز ...
هل أستطيع أن أفسخ الخطبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتظروا الجزء الثالث تحياتى لكم شريف الروش
اسيبكم فى الجزء الثانى.
كنت بنتا كبقية البنات ..... أهيم وراء تأوهات عبد الوهاب ونحيب عبد الحليم حافظ ، وأسكب صباي بين سطور القصص والأفلام العاطفية ...........
وكنت حلوة .. جميلة .. شعري في لون البندق ... طويل يصل إلى كتفي ... وعيناي واسعتان .. عسليتان..... عندما ينسكب فيهما ضوء الشمس يشعان بلون أصفر ، لن أقول إنهما كعيني غزال ، فلقد رأيت عيون الغزلان وكرهتها ... وفمي صغير ... شفتاي مكتنزتان ......ولي سنة أمامية نصفها مكسور ..... دمها خفيف ... عندما تنكشف عنها شفتاي يخيل إليك أني أبتسم ، ولا تملك إلا أن ترد ابتسامتي .............. وبشرتي بيضاء ... في لون اللبن الحليب .... وقوامي يجنن .... إنني طويلة ...... لست طويلة جدا ....... فقط170 سم ........ وساقاي رائعتان ........ كأنهما قالبان من نور .......... إني أحب ساقي .......... أحبهما لدرجة أني _ وأنا في السادسة عشر _ علقت في ساقي اليمنى سلسة ذهبية رفيعة تدلى منها خرزة زرقاء ........ ومنذ كنت في السابعة عشر وأنا ألبس حذاء بكعب عالي ....... سبعة سنتي ....... إن الكعب العالي يظهر جمال الساقين وخصري نحيل ... لا يزيد عن 55 سم ...... وكنت مفتونة بجسدي ...... كنت أقفل باب حجرتي بالمفتاح ، وأقف أمام المرآة أتأمل كل قطعة منه ، كل خط فيه ..... وأتمنى أن تسمن ذراعاي قليلا ...... حتى يقل بروز العظمتين اللتين ترسمان كتفي ثم ....... ثم أرقص ........... أرقص أمام المرآة ..... وابتسم لخصري وهو يتثنى .. وصدري وهو يرتعش ....وساقي وهما تتأرجحان ...... إنني أحب الرقص .....ولكن أحدا لم يرني أرقص إلا مرآتي .......حتى أمي لم ترني ...
ولم يكن يخطر على بالي صورة أي رجل وأنا واقفة أمام المرآة أتأمل جسدي ... أبدأ .... لم أكن أفكر فيمن أعطي هذا الجسد ... أبدا ... أبدا ... كل هذا كان بعيدا عني ... كنت ألمح عيون الرجال والأولاد تلاحقني ... وكنت أزهو بملاحقة هذه العيون ، ثم أنفضها عن إحساسي كأني أهش الذباب .... دون أن أترك ذبابة واحدة تحط علي ، أو تلتصق بي .. حتى في خيالي ... لم يكن هناك رجل معين .......... رجل أسعى إليه ........ أو يسعى إلي ....... كان كل ما في خيالي نجوم السينما ... روك هدسون ........ دين مارتن ....... جريجوري بيك ....... ليسوا رجلا ..... مجرد خيال ....... ومجرد أحلام ......... لا تثير في جسدي أي إحساس ......... كأن هذا الجسد لي وحدي .... وكنت أحس أني وحدي صاحبة الحق في التمتع فيه ....... بالنظر إليه ....... وتأمله .. واكتشاف أسراره .. كنت كالبخيلة التي تحتفظ بكنزها ..... لا تفتحه إلا أمام مرآتها ... وكنت أتمتع فعلا بتأمل جمالي أكثر من تمتعي بأن يتأمله غيري ........ كنت مفتونة بنفسي .......
هل أطلت بوصف جمالي ........
عذرا.........
فهكذا تبدأ قصتي ............ تبدأ يوم بدأ إحساس بأني جميلة ......يوم فتنت بنفسي ......
ورغم هذا فجمالي له خاصية غريبة ....... فهو يبهر بعض العيون ، كما يبهرني .... وعيون أخرى لا تراه ....... تمر به دون أن تأبه ........ كأني لست جميلة ......بل إن الناس يرون بشرتي البيضاء صفراء ..... وزميلاتي في مدرسة الفرنسسكان يسمينني "البنت الصفراء" ..... وبعض الناس يرون عيني الواسعتين جاحظتين بارزتين ...... وبعضهم يرى صدري وظهري ممسوحين .... ولكني لا أعرف هؤلاء الناس ولا أريد أن أعرفهم ....... إني أكرههم ...... أكرههم ......... وأنا جميلة رغم أنوفهم .......جميلة ... جميلة ......... وكل من أعرفهم يعرفون أني جميلة ..... أمي تزهو بي .......وخالاتي الخمس يستشهدن بجمالي .... وأنا أجمل من ريري ابنة خالي ....... وأجمل من فريدة ابنة عمي ....... وأجمل بنت في شارع صلاح الدين في مصر الجديدة ......... والخطاب يطرقون بابي منذ كنت في الخامسة عشر من عمري ........
ومن يدري ........
ربما كان اختلاف الناس حول جمالي ، هو الذي جعلني أزداد تعلقا به ... وأتأمله كل لحظة .... كأني أتعلق بشيء أخشى أن يضيع مني ........
إلى أن خطبت .........
كنت أيامها في السادسة عشر أقيم مع أمي وزوجها ، وإخوتي منها ولدان وبنت ....... وأمي سيدة طيبة .... تصلي وتصوم ....... ولها في كل شهر نذر لأحد الأولياء ....... نذر لسيدنا الحسين لو نجح إبنها ........ ونذر لسيدي أبو العباس لو شفيت ابنتها من الحصبة ...... ونذر ..... ونذر ...... وتقرأ الفنجال ....... وتفتح الكوتشينة ....... ولكنها رغم كل هذه الأوهام التي تسيطر على رأسها ، سيدة مرحة .......لا يخلو يوم من أيامها من اجتماع بصديقاتها ..... وصديقاتها نصف سيدات القاهرة .
وكانت أمي تدللني وتهتم بي أكثر من إخوتي ..... ربما لأني أقيم معها بعيدا عن أبي ...ز وتداري أخطائي وتتستر عليها ، حتى لا يدري زوجها ... في الوقت الذي تشكو فيه إخوتي إليه .. تشكو إليه كل خطأ ، ولو صغيرا فيضربهم ..
وزوجها رجل من هذا الصنف من الرجال الذي يدعي القسوة والحزم ، وهو عبيط تستطيع أن تضحك عليه ، وتخدعه ببساطة.
وكنت أنا وأمي خارجتين من محل الصالون الأخضر عندما رآني رجل ... وسار وراءنا .. وجرى وراء سيارتنا بسيارته ... إلى أن وصلنا إلى البيت وسأل عنا البواب ..... وفي اليوم التالي جاء ليخطبني ........
ولا أدري كيف أقنع أمي بالموافقة على خطبتنا ...... إنه في السادسة والثلاثين من عمره ... بيني وبينه عشرون سنة ......
وقد سبق أن تقدم لخطبتي شبان أصغر منه .. وهو ليس من عائلة كبيرة ، وقد سبق أن تقدم لي أبناء عائلات كبيرة .. وهو ليس مثقفا ثقافة عالية ، وسبق أن تقدم لي عملة دكتوراه ....... وهو عني . يعمل مقاولا في السويس ، ولكن سبق أن تقدم لي أغنى منه .............. ورغم ذلك قبلته أمي ...... إنه من هذا الصنف من الرجال الذي يستطيع أن يأكل عقل النساء العجائز ...........
ووافق زوج أمي ....... وافق بسرعة ...... ربما ليتخلص مني ........ ليستريح من تدليل أمي لي أما أبي ، فقد عارض .. ولكت معارضته لم تكن تساوي شيئا جادا ...... أبي كله ليس شيئا جادا .. ولا ينظر إليه أحد نظرة جادة ....... إنه إنسان لاه ... لا مسئول ......... يعيش لنفسه .... ويتزوج كثيرا ....... وكان أيامها يعيش مع زوجته الرابعة ......وكانت أمي تقول عنه إن له شقة خاصة يلتقي فيها بإمرأة أخرى ستكون يوما ما زوجته الخامسة .......
واستسلمت لأمي وفرحت بدبل الخطوبة ...... دبلة من قطع الماس المستطيلة " الباجت " ..... والشبكة ..... خاتم سوليتير حجمه خمسة عشر قيراطا ....... والثوب الجديد ....... والحفلة ... واهتمام خالاتي الخمس بي ..... وأول مرة أنزع الشعر الخفيف من فوق ذراعي وساقي ..... وفرحت أكثر لأني خطبت قبل ريري ابنة خالتي , وقبل فريدة ابنة عمي ....... كانت فرحتي أيامها طاغية ، انستني كل شيء حتى خطيبي نفسه ....... كنت أراه كما أرى باقي الرجال ..... أراه في نظرات عابرة ...... لم أحاول أن أدقق في ملامحه ....... لم أرى أيامها هذه الثقوب الصغيرة التي تنتشر فوق طرف أنفه ، والتي لا تراها إلا إذا دققت النظر ...... ولم أرى هذه السنة الذهبية في جانب فكه الأيمن ، والتي تطل عليك كلما ضحك ..... ولم أرى أن كل سراويله واسعة من الخلف ، كأن الترزي كاد يصنعها جلبابا ثم غير رأيه في آخر لحظة ........
وسافر خطيبي في اليوم التالي من إعلان الخطبة إلى السويس ....... وأصبح يتردد على القاهرة كل أسبوع ليبقى فيها ثلاث أيام... الجمعة والسبت والأحد ....... وكل خالة من خالاتي الخمس تقيم لنا وليمة غداء ..... وأبي دعانا مرة إلى العشاء .... وأحسست يومها أنه يقون بواجب ثقيل يكاد يخنقه .... لقد كاد يطردنا أنا وخطيبي بعد العشاء مباشرة ... ولكني لم أغضب من أبي .. إني أعرفه ...... وأحبه ........
ولم يتركونا أنا وخطيبي وحدنا أبدا ...... كانت أمي معنا دائما ..... وعندما تغيب للحظات تحرص أن تترك مكانها لزوجها أو لأخي الصغير ...... وخطيبي لم يحاول أبدا أن ينفرد بي ... بل لم يحاول أن يهمس في إذني همسة لا تسمعها أمي ... أو يضغط على يدي ..... أو أي لفتة من هذه اللفتات التي كنت أقرأ عنها في القصص . ... كان كل ما يحص عليه أن يصلي فروضه في موعدها ... وكانت كل أمنيته أن أصلي مثله ...... وأمي تطمئنه أني بعد الزواج لا بد أن أصلي !
وبدأت فرحتي بالخطبة تخف .....
الدبلة والخاتم رآهما كل أفراد عائلتي وكل صديقاتي ........... وثوبي أصبح قديما .... والحديث أصبح معادا .... ثم ......
عندما وقفت مرة أمام المرآة لأرقص كعادتي .. وباب غرفتي مغلق بالمفتاح ، شعرت لأول مرة أن هذا الجسد لم يعد لي وحدي .... لقد أصبح لي شريك فيه ... ورأيت في صفحة المرآة صورة وجه شريكي .. خطيبي .. ولأول مرة أعي ملامحه ، التي كنت ألتقطها بعيني دون أن أعيها .. دون أن أهتم بها .. رأيت الثقوب الصغيرة فوق مقدمة أنفه ... ورأيت سرواله المهدل ... واختفى خيالي الذي يحمل صورة روك هدسون , لم يعد أمامي إلا هذا الواقع الذي يحمل صورة خطيبي وسرت قشعريرة في بدني ..... ولم أستطع يومها أن أرقص ....... ومن يومها بدأ جسدي يقلقني .. بدأت أحس أن الكنز الذي حرصت العمر على أن أخفيه إلا عن مرآتي ، أصبح على وشك أن يكتشف ... بدأت أحس بالمعاول تحفر فوقه لتصل إليه .... معاول من إحساسي بأن شيئا يقترب من شفتي .. من عنقي ... من صدري .. من خصري ..من ساقي .. وتأكدت يومها أن كنزي لا بد أن يكتشف يوما .. لا حيلة لي .. لا أستطيع أن أخفيه بقية عمري .. شخص ما لا بد أن يصل إليه .. ولكني لا أريد أن يكون هذا الشخص هو خطيبي ..... لا أريده .... لا أريده ... إني أنفر منه .. إنه يقززني .... يده في يدي كقطعة العجين الملساء .. ونظرته تسيل من عينيه كقطرات الزيت .. وكلماته تقه من شفتيه كقطع الطوب ... ليس فيها حنان .... ليس فيها معنى يبهرني .... ليس فيها مهارة المكتشف ... مكتشف الكنز ...
هل أستطيع أن أفسخ الخطبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتظروا الجزء الثالث تحياتى لكم شريف الروش
شريف الروش- عضو مميز
- عدد المساهمات : 119
الموقع : wwwa.forum-canada.com
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء فبراير 14, 2012 5:46 pm من طرف اميرة المنتديات
» طه الدليمي أراد ان يرتقي للعلى لكنه أخلد الى الأرض
الأحد يوليو 10, 2011 4:32 am من طرف شريف الروش
» أكلات تؤدى إلى الراحة النفسية
الأربعاء يونيو 15, 2011 2:59 am من طرف اميرة المنتديات
» جزاك الله كل خير اختي اميرة
السبت يونيو 11, 2011 4:25 pm من طرف محمود
» التفسيرالكامل لسورة الدخان
الأربعاء يونيو 08, 2011 2:26 am من طرف اميرة المنتديات
» هل تريد ان تعرف ماذا قال موشى ديان عن حرب اكتوبر؟
الجمعة يونيو 03, 2011 4:58 pm من طرف شريف الروش
» آداب الضحك
الجمعة يونيو 03, 2011 4:23 pm من طرف شريف الروش
» 30 خطوة لجمالك
الخميس يونيو 02, 2011 3:17 am من طرف اميرة المنتديات
» تركيب الاندومي --
الخميس يونيو 02, 2011 3:01 am من طرف اميرة المنتديات