رواية للكاتب المبدع احسان عبد القدوس

[شريف الروش]

رواية للكاتب المصري إحسان عبد القدوس ووجدتها تعالج الكثير من مشكلات الشباب ( فتيات وفتيان )، وإن كانت أحداثها تدور في المجتمع المصري إلا أنها تنطبق بصورة أو بأخرى على فئة الشباب في كل المجتمعات العربية والإسلامية .
الرواية اسمها ان حر.
لا... ليس هناك شيء اسمه الحب
إني أضحك على البنات العبيطات اللاتي يهمن وراء تأوهات عبد الوهاب ، ونحيب عبدالحليم حافظ ، ويسكبن صباهن بين سطور القصص والأفلام العاطفية .. ثم يعلقن أوهامهن فوق أول شاب يلتقين به ، ويمزقن قلوبهن بأظفارهن ، ويصرخن لقد وقعنا في الحب ....
لا يا بنات ........
لا يا واهمات ......
ليس هناك شيء اسمه : الحب ...
صدقوني....
إني أعرف .. إني خبيرة .. إني صاحبة تجربة كبيرة ، مريرة .. إن ما يسمى حباً ليس.... ليس إلا ..ماذا أقول .... إنه مجرد تعود ..نعم ، مجرد تعود .. تتعودين على رجل ، وتتأصل فيك العادة ، حتى تظني إنها الحب .. أو تسميها حباً .. تماما كما نقول إن هذا الرجل يحب الويسكي هل يعل أن يقع رجل في حب الويسكي .... ولكننا نستعمل كلمة ( الحب ) بالنسبة للويسكي كما نستعملها بالنسبة للعلاقات الإنسانية ... لأن العنصر الأساسي الذي تقوم عليه العلاقة التي تجمع بين الرجل والويسكي ، هو نفس العنصر الذي تقوم عليه العلاقة التي تجمع بين الرجل والمرأة ..... وهو العادة ... التعود ... وعندما نقول إن فلانا يحب الويسكي ، إنما نقصد أن فلانا تعود على الويسكي .... وعندما نقول أن فلانة تحب فلان ، إنما نقصد أن فلانة تعودت على فلان..
إذن ، لو كان هذا الكلام صحيحا ، فلماذا أحبت فلانة هذا الرجل بالذات ، ولم تحب غيره ... أو على الأصح .... لماذا تعودت فلانة على هذا الرجل بالذات ولم تتعود على غيره ؟
مسألة أذواق ......
إن هناك رجلا يتعود على الويسكي ، وآخر يتعود على الكونياك ، وثالث يتعود على النبيذ ..و..و ..و كذلك البنات .... بنت يعجبها الشاب الأسمر ... وبنت يعجبها الشاب الأشقر .. وبنت يعجبها الشاب الضخم .. وأخرى يعجبها الشاب النحيل و.. و ......
ورغم ذلك فليس هناك بنت بدأت حياتها العاطفية بشاب واحد ... إنها تبدأ بتقليب عينيها بين الشبان ، كما تقلبها بين صفحات مجلة الأزياء ... ويعجبها أكثر من ثوب .. عشرة أزياء .. عشرون زيا ....ويعجبها أيضا أكثر من شاب .... عشرة شبان ... عشرون شابا ..... وتطل في كل منهم وتتمنى أن تلمسه ، وتتمنى أن تسمع صوته في التليفون ، وتنظر إلى شفتيه وتتمنى أن تذوق طعمهما بشفتيها وقد تذوق طعم كل الشفاه أو بعضها ... إلى أن تقف عند الشقتين اللتين ساعدتها الظروف أن تتعود عليهما ........
ليس هناك فارق بين قبلة شاب من الشبان العشرة الذين أعجبت بهم ، وأخرى ... نفس المذاق ... ونفس ارتعاشة الشفتين ... ولكن هناك فارقا بين قبلة تعودت عليها ، وقبلة لم أتعود عليها .... ولو تعودت على قبلة أي واحد من العشرة الذين تمنيتهم لأسميت هذا التعود حبا... كما أسميت تعودي على هاشم حبا ...
لا يمكن أن يكون ما كان بيني وبين هاشم أكثر من هذا .
مجرد تعود.....
لم أحبه .. لا يمكن أن يكون هذا حبا ... لا أريد أن يقال إني أحببته .. إني أجن كلما سمعت من يقول إني أحببته .. فقط تعودت عليه .... وكل هذا العذاب لأني تعودت عليه .. والتعود له أحكام قاسية .... إنه يسيطر عليك ... يخضعك .... يذلك ...يمحو شخصيتك ... إن الرجل الذي تعود على الويسكي قد يجن إذا حرم من الويكسي ... يحطم ما حوله .... ثم يحطم نفسه ... ينتحر .. ولقد حدث كل هذا لأني تعودت على هاشم ...
كيف سمحت لنفسي أن أتعود عليه وهو مر .. فظيع .. وكنت أعلم منذ اليوم الأول أنه مر وفظيع ..
لا أدري ...

إني أضحك ..... أضحك على نفسي ... أضحك على خيبتي ... على عذابي . إني أحاول أن أبدو في هذه السطور التي أكتبها كأني فيلسوفة ..ها ..ها .. ها .. ليس هذا كلام حسن ... قاله لي مرة ليجفف به دموعي ، ثم أخذ شفتي بين شفتيه ليعودني عليهما ، لعلي أتخخلص من تعودي على شفتي هاشم .. وإني أذكر ليلتها .. لقد تركت حسن يأخذ أكثر من شفتي ... لأساعد نفسي على التخلص من تعودي على هاشم .... فقد آمنت يومها بكلامه.... آمن أن الحب ... ليس سوى عادة.
ولكني لم أكن أعرف حسن عندما عرفت هاشم ..
لم أكن فيلسوفة ...
ولم يقل لي أحدا كلاما يجعل مني فيلسوفة .
كنت............................
ماذا كانت صاحبتنا ؟؟؟؟؟ وكيف صارت ؟؟؟؟؟؟؟ هذا ما نعرفه في الحلقات القادمة
انتظروا الجزء الثانى تحياتى لكم شريف الروش