خطيب الجمعة في "التحرير": "جمعكم ميدان التحرير وتفرقكم كاميليا شحاته"

[الطائر المهاجر]

حاول خطيب صلاة الجمعة في ميدان التحرير الربط بين مليونية الوحدة الوطنية من جهة ونصرة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي من جهة اخرى.
ودعا الشيخ مظهر شاهين الآلاف المتواجدين فى الميدان بالسعى إلى إخماد الفتنة الطائفية.
وقال:إن تعاليم الإسلام والمسيحيه براء من كل من يثير الفتنة الطائفية وذكر الحضور بقول رسول الله صلى الله علية وسلم "إذا دخلتم مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فإن لى فيهم نسباً وصهراً".

واستنكر الخطيب الاشتباكات التي وقعت بين مسلمين مسيحيين في امبابة السبت الماضي ، قائلا: "جمعكم ميدان التحرير وتفرقكم كاميليا شحاته"، حيث يعتقد كثير من المسلمين أنها أشهرت إسلامها ثم أجبرت علي العودة للمسيحية وتم احتجازها من قبل الكنيسة.

واضاف "كل تصريح صرح به مسلم او مسيحي براء منه ما دام انه يفرق ولا يجمع ويهدم ولا يبني نحن في امس الحاجة لبناء دول اقتصادية ، كل يوم يمر نخسر ملايين الجنيهات متى سنقف على ارجلنا ، الهدف الاول بناء مصر دولة موحدة دول ديمقراطية لأنها الخطوة الاولي لبيت المقدس ، يوما سندخلك يا مقدس".

وتابع قائلا "اما اشتقتم الى الصلاة في الاقصي يا مسلمون ام اشتقتم الى اقامة القداس في الاقصي يا مسيحيون، اذا فرقتنا بعض الاحداث يجمعنا هدف واحد هو مصر".

واضاف "مصر اكبر من كل المشكلات ان بناء مصر جزء من عقيدتنا وان وحدة الصف المصري جزء من عقيدتنا ونصرة اخواننا في فلسطين جزء من عقيدتنا وحماية المسيحيين جزء اوهي كل عقيدتنا لأنها وصية الله".

ووجه خطيب الجمعة انتقادات لاذعة لحكومة رئيس الوزراء عصام شرف قائلا له: "اين المحليات يا دكتور عصام على اجندة اعمالك هل رضيت بالأمر الواقع؟ هل تحريت عنهم ووجدتهم مخلصين ومن اولياء الله الصالحين ؟ الم يكونوا السبب في تزوير الانتخابات وسرقة الاراضي وفي افساد الحياة السياسية؟.

وتابع قائلا: " من ينظر الى المحافظين الجدد يعتقد ان نظام مبارك هو الذي عينهم ، مطالبا بانتخابات عمداء الكليات".

واشاد الخطيب بالمجلس الاعلى للقوات المسلحة وبالجهود التي يبذلها لحماية ثورة 25 يناير حتى تسليم السلطات الى رئيس مدني.

وختم كلامه قائلا : "اوصيكم بعدم الخلاف واوصيكم بنبذ الفرقة وكل التصريحات التي توقع بيننا وبين المسيحيين ، هؤلاء الذين تسببوا في احداث امبابة يعملون لجهاز النظام السابق وجهاز أمن الدولة المنحل".

توافد الالاف

وكان الالاف توافدوا على ميدان التحرير بوسط القاهرة في وقت مبكر من صباح اليوم للمشاركة في "جمعة الوحدة وسيادة القانون"، وللتعبير عن تضامن المصريين مع الشعب الفلسطيني في ذكرى نكبته.

وافاد مراسل شبكة الاعلام العربية "محيط" بان اكثر من 80 الفا متواجدين حاليا في ميدان التتحرير مع توقعات بزيادة الاعداد ، ويرفع المتظاهرون لافتتات مكتوب عليها "مصر الثورة ايد واحدة" ، "فتح وحماس ايد واحدة"، "الشعب يريد سيادة القانون" ، "مسلم ومسيحي ايد واحدة".

واضاف المراسل أن الالاف يرددون هتافات مؤيدة للفلسطينيين وتنادي بنصرة حماس وكتائب القسام ويرفعون اعلام فلسطين.

ونقل المراسل عن بعض المتظاهرين قولهم انه سيتوجهون الى مدينة العريش باتجاه رفح المصرية على الحدود مع قطاع غزة ، واقامة اعتصام سلمي امام المعبر الحدودي مع القطاع ، لنصرة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال.

تنحي جمعة

وفي هذه الأثناء، صعد أحد الشباب على المسرح الذي يشهد الفاعليات في ميدان التحرير مطالبا بتنحي المستشار عادل عبدالسلام جمعة عن النظر في قضية حبيب العادلي المتهم فيها بقتل المتظاهرين، مشيرا الى أن المستشار جمعة له سجل غير نزيه في الحكم على عدد من شرفاء هذا الوطن، وذلك على حد تعبيره.

وقال الشاب: "المستشار عادل عبدالسلام جمعة الذي يفصل في قضية قتل المتظاهرين هو الذي أصدر الحكم الظالم على القيادي الإخواني المهندس خيرت الشاطر كما أنه هو الذي فصل في قضية مجدي حسين الذي أجرى زيارة الى قطاع غزة لمناصرة الشعب الفلسطيني تحت الحصار".

واتهم الشاب السلطات المصرية بأنها وضعت قضية قتل المتظاهرين أمام المستشار عادل عبدالسلام جمعة بهدف تسويتها على غرار قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى المُدان بقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.

وحاول الشاب الهتاف ضد المستشار عادل عبدالسلام إلا أن عدد من الشباب عارضوه رفضا للتشكيك في القضاء وللتأكيد على أن مصر كلها شعب وجيش وقضاة يد واحدة.

من جهة اخرى ، صعد أحد قساوسة الكنيسة الأرثوذكسية على المسرح للتأكيد على رفض الأقباط التدخل الأجنبي في شئون مصر الداخلية، مطالبا الشعب المصري مسلمين ومسيحيين الحفاظ على منجزات ثورة 25 يناير ووحدة الصف والدم التي تجلت في ميدان التحرير خلال الثورة.

ودعا الكاهن الطرفين المسلم والمسيحي الى نبذ التعصب والحفاظ على حالة الوحدة الوطنية ومراعة لكوب المياه الذي يشربه الطرفين من نهر النيل، مشددا على أن الانقسام يصب في صالح أعداء هذا الوطن.

وهتف الكاهن "مصر مسيحي ومسلم يد واحدة"، مشيرا الى أن هذه هي الحالة التي يجب أن تسود بين جناحي الأمة المصرية مسلمين وأقباط.

وكان آلاف المصلين أدوا صلاة الفجر اليوم بمساجد النور وعمرو بن العاص وميدان التحرير والمحافظات المصرية والملقبة بـ " مليونية صلاة الفجر"، والذى دعا إليها آلاف من المسلمين على الموقع الاجتماعى بشبكة الإنترنت"فيس بوك"، من خلال تنظيم صلوات فجر مليونية ، فى أيام الجمعة ، والسبت ، والأحد القادمين ، من أجل نصرة الشعب الفلسطينى تحت شعار "الشعب يريد العودة إلى فلسطين".

وحدد منظمو دعوة فجر المليونية قائمة كاملة بالمساجد التي سيتم الصلاة فيها حيث حددوا مساجد :النور بالعباسية وعمرو بن العاص بمصر القديمة فضلا عن ميدان التحرير.

وفى مسجد النور بالعباسية، أدى حوالى 6آلاف شخص صلاة فجر الجمعة فى المسجد الرئيسى والشوارع المحيطة به وتنوعت جموع المصلين مابين شباب وشيوخ ونساء وسط ارتفاع الاعلام الفلسطينية داخل وخارج المسجد وتواجد ملحوظ للشرطة العسكرية.

الوحدة وسيادة القانون

وكان ائتلاف شباب الثورة دعا امس الخميس جموع الشعب المصرى للنزول إلى ميدان التحرير الجمعة، تعبيرا عن الوحدة وسيادة القانون ، وذلك على خلفية الاشتباكات التي وقت بين مسلمين ومسيحيين في امبابة السبت الماضي والتي تسببت في مقتل 15 شخصا وإصابة 200 آخرين والتي عرفت اعلاميا باسم "فتنة امبابة"..

وقال البيان الذي بثه الائتلاف عبر موقعه على الإنترنت: ليكن غدا جمعة وحدة الشعب المصرى مسلم ومسيحى، ووحدة شعب مصر مع الشعب فى فلسطين، فى ذكرى النكبة.

ومن جانبها ، دعت "الجمعية الوطنية للتغيير"، التى تضم 19 حزبا وتحالفا سياسيا، جماهير الشعب المصري للمشاركة غدا في مظاهرة مليونية تحت اسم جمعة "الوحدة الوطنية وأمن المواطن".

وشددت الجمعية على تصديها بكل حزم لمحاولات إجهاد وإجهاض الثورة سواء من خلال تشويهها بإثارة الفتن والنعرات الطائفية أو نشر البلطجة والترويع بين المواطنين، وطالبت جميع أبناء الشعب المصري بالحذر الدائم من نشر الشائعات والاستجابة لمحاولات فلول النظام لبث الفرقة والاقتتال بين الإخوة والأشقاء في الوطن الواحد، وعدم نسيان أن الدين لله والوطن للجميع، وقدمت تهانيها القلبية للشعب الفلسطيني الشقيق بالمصالحة الوطنية، التى أعادت للقضية الفلسطينية زخمها، وأعربت في الوقت نفسه عن تضامنها ومؤازرتها الكامله للشعوب العربية الشقيقة فى كل من اليمن وليبيا وسوريا والتى أعلنت ثورتها على الفساد والاستبداد من أجل استرداد كرامتها وحريتها.