بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 31 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو El_Shaba7 فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 1277 مساهمة في هذا المنتدى في 924 موضوع
سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
( 1- زيد بن حارثة)
رضى الله عنه.
كان زيد فدائيا شجاعا، ومن أحسن الرماة في عصره، شارك في غزوة بدر، وبايع
النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في غزوة أحد، وحضر غزوة الخندق، وصلح
الحديبية، وفتح خيبر, وغزوة حنين، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم أميرا
على سبع سرايا. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فيه : ما بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم في جيش قط، إلا أمره عليهم, وإن بقى بعده استخلفه .
رضى الله عنه.
1- من هو زيد بن حارثة ؟
هو
زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس، وكان زيد هذا
قد أصابه سباء في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة، وهي سوق
بناحية مكة، كانت مجمعًا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة
بنت خويلد، فوهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليعيش مع النبي
صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد ببلقاء بأرض الشام
،نشأ سيدنا زيد بن حارثة وتربى في بيت النبوة، فهو مولى النبي صلى الله
عليه وسلم، وقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يحرم الإسلام
التبني .
2- ما هى قصة تبني النبي – صلى الله عليه وسلم- لزيد بن حارثة قبل الإسلام؟
قولنا
أن زيداً كان قد سُرق من أهله وبيع عبداً فى الأسواق حتى وصل إلى بيت
النبى – صلى الله عليه وسلم- وكان أبوه يتحراه في كل أرض ويصوغ حنينه
شعراً حزيناً تتفطر له الأكباد حيث يقول : بكيتُ عـلى زيد ولم أدر ما فعـــل ... أ حيٌّ فيرجى أم أتى دونه الأجــــــــــل
وفي
موسم من مواسم الحج قصد البيت الحرام نفر من قوم زيد فإذا هم به وجهاً
لوجه فعرفوه وعرفهم ، وكلموه وكلمهم ، ولما قضوا مناسكهم عادوا وأخبروا
حارثة بما رأوا وحدثوه بما سمعوا . فأسرع حارثة وأعدّ راحلته وحمل من
المال ما يفدي به فلذة كبده وقرة عينه وصحب معه أخاه كعباً ، وانطلقا معا
يغذان السير نحو مكة فلما بلغاها دخلا على النبى –صلى الله عليه وسلم-
وقالا له : يا بن عبدالمطلب ، أنتم جيران الله ، تفكون العاني ، وتطعمون
الجائع ، وتغيثون الملهوف ، وقد جئناك في ابننا الذي عندك وحملنا إليك من
المال ما يفي به ، فامنن علينا وفاده لنا بما تشاء ..وهنا خيرّ النبى –
صلى الله عليه وسلم – زيداً بين الذهاب معهم أو البقاء معه ..فإختار زيد
البقاء مع النبى – صلى الله عليه وسلم- مما جعل والد زيد يقول ( ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على أبيك وأمك؟ ) ليرد زيد قائلا( إني رأيت من هذا الرجل شيئاً وما أنا بالذي يفارقه أبدا ) فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- من زيد ما رأى ، أخذ بيده وأخرجه إلى البيت الحرام ووقف به بالحِجْرِعلى ملأ من قريش وقال : يا معشر قريش اشهدوا أن هذا ابني يرثني وأرثه
.... فطابت نفس أبيه وعمه وخلفاه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعادا
إلى قومهما مطمئني النفس مرتاحي البال ، ومنذ ذلك اليوم أصبح زيد يدعى
بزيد بن محمد ، وظل يدعى كذلك حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطل
الإسلام التبني حيث نزل قوله تعالى ( ادعوهم لآبائهم .... )الآية سورة الأحزاب 5 ، فأصبح يدعى زيد بن حارثة .
3- ما هى قصة زواج زيد بن حارثة –رضى الله عنه- من زينب بنت جحش رضي الله عنها؟
عندما
أحس النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت
عمته زينب بنت جحش لزيد ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك
الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت
من عائلة ذات حسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية : (
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) سورة
الأحزاب الآية : 36 ، فأخبرت زينب النبي ( صلَّى الله عليه و آله )
بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولا عند رغبة
الرسول و خضوعا و تسليماً لحكم الله تعالى .
و
المهم في هذا الزواج هو أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد و بأمر
من الله كسر العادات و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد
المعتقين من بنات العوائل المعروفة ، و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما
أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي
بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما
إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي ( صلَّى
الله عليه و آله ) لمنع وقوع الطلاق ، و لم تؤثر نصائح النبي في زيد و لم
يفلح في تغيير قرار الطلاق .
4- ما قصة زواج النبي- صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد ؟
بعد
أن مضى على طلاق زينب فترة قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يتزوج
ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ، غير أن النبي كان يخشى العادات و
التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً
حقيقيا في ذلك المجتمع ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول
: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ
اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) الأحزاب الآية : 37 ، ولا بُدَّ
من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب إنما
كان بأمر من الله تعالى ، كما تشهد بذلك القرآن (فَلَمَّا
قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا
مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى
النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي
الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)
الأحزاب ، الآية : 37 و 38 ..هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول (
صلَّى الله عليه و آله ) و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل
لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول ( صلَّى
الله عليه و آله ) فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي ( صلَّى الله
عليه و آله ) و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء.
5- هل لزيد بن حارثة أبناء ؟
أنجب (زيد بن حارثة) من زوجته السيدة ( أم أيمن ) رضي الله عنهم إبنهما ( أسامة بن زيد)
كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي ( وأحبه حبًّا كثيرًا،
كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي -صلى الله عليه
وسلم-يأخذه هو والحسن ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].
هو
زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن امرئ القيس، وكان زيد هذا
قد أصابه سباء في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة، وهي سوق
بناحية مكة، كانت مجمعًا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة
بنت خويلد، فوهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليعيش مع النبي
صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم هاجر إلى المدينة، واستشهد ببلقاء بأرض الشام
،نشأ سيدنا زيد بن حارثة وتربى في بيت النبوة، فهو مولى النبي صلى الله
عليه وسلم، وقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ان يحرم الإسلام
التبني .
2- ما هى قصة تبني النبي – صلى الله عليه وسلم- لزيد بن حارثة قبل الإسلام؟
قولنا
أن زيداً كان قد سُرق من أهله وبيع عبداً فى الأسواق حتى وصل إلى بيت
النبى – صلى الله عليه وسلم- وكان أبوه يتحراه في كل أرض ويصوغ حنينه
شعراً حزيناً تتفطر له الأكباد حيث يقول : بكيتُ عـلى زيد ولم أدر ما فعـــل ... أ حيٌّ فيرجى أم أتى دونه الأجــــــــــل
وفي
موسم من مواسم الحج قصد البيت الحرام نفر من قوم زيد فإذا هم به وجهاً
لوجه فعرفوه وعرفهم ، وكلموه وكلمهم ، ولما قضوا مناسكهم عادوا وأخبروا
حارثة بما رأوا وحدثوه بما سمعوا . فأسرع حارثة وأعدّ راحلته وحمل من
المال ما يفدي به فلذة كبده وقرة عينه وصحب معه أخاه كعباً ، وانطلقا معا
يغذان السير نحو مكة فلما بلغاها دخلا على النبى –صلى الله عليه وسلم-
وقالا له : يا بن عبدالمطلب ، أنتم جيران الله ، تفكون العاني ، وتطعمون
الجائع ، وتغيثون الملهوف ، وقد جئناك في ابننا الذي عندك وحملنا إليك من
المال ما يفي به ، فامنن علينا وفاده لنا بما تشاء ..وهنا خيرّ النبى –
صلى الله عليه وسلم – زيداً بين الذهاب معهم أو البقاء معه ..فإختار زيد
البقاء مع النبى – صلى الله عليه وسلم- مما جعل والد زيد يقول ( ويحك يا زيد ، أتختار العبودية على أبيك وأمك؟ ) ليرد زيد قائلا( إني رأيت من هذا الرجل شيئاً وما أنا بالذي يفارقه أبدا ) فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- من زيد ما رأى ، أخذ بيده وأخرجه إلى البيت الحرام ووقف به بالحِجْرِعلى ملأ من قريش وقال : يا معشر قريش اشهدوا أن هذا ابني يرثني وأرثه
.... فطابت نفس أبيه وعمه وخلفاه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعادا
إلى قومهما مطمئني النفس مرتاحي البال ، ومنذ ذلك اليوم أصبح زيد يدعى
بزيد بن محمد ، وظل يدعى كذلك حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبطل
الإسلام التبني حيث نزل قوله تعالى ( ادعوهم لآبائهم .... )الآية سورة الأحزاب 5 ، فأصبح يدعى زيد بن حارثة .
3- ما هى قصة زواج زيد بن حارثة –رضى الله عنه- من زينب بنت جحش رضي الله عنها؟
عندما
أحس النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بحاجة زيد إلى الزواج أمره بخطبة بنت
عمته زينب بنت جحش لزيد ، لكن زينب رفضت ذلك تبعا للتقاليد السائدة في تلك
الأيام و لاستنكاف الحرة من الزواج من العبد المعتق ، خاصة و إن زينب كانت
من عائلة ذات حسب و شأن ، فنزلت الآية الكريمة التالية : (
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) سورة
الأحزاب الآية : 36 ، فأخبرت زينب النبي ( صلَّى الله عليه و آله )
بقبولها بهذا الزواج ، و هكذا فقد تم الزواج برضا زينب ، نزولا عند رغبة
الرسول و خضوعا و تسليماً لحكم الله تعالى .
و
المهم في هذا الزواج هو أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد و بأمر
من الله كسر العادات و التقاليد الخاطئة و التي كانت تمنع زواج العبيد
المعتقين من بنات العوائل المعروفة ، و بالفعل فقد تحقق للنبي العظيم ما
أراد و تمكن من تطبيق المساواة بصورة عملية بين أفراد المجتمع الإسلامي
بعد ذلك تأثرت العلاقة الزوجية بين الزوجين ـ زينب و زيد ـ و آل أمرهما
إلى الطلاق و الانفصال رغم المحاولات الحثيثة التي قام بها النبي ( صلَّى
الله عليه و آله ) لمنع وقوع الطلاق ، و لم تؤثر نصائح النبي في زيد و لم
يفلح في تغيير قرار الطلاق .
4- ما قصة زواج النبي- صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد ؟
بعد
أن مضى على طلاق زينب فترة قرر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن يتزوج
ابنة عمته زينب تعويضا لما حصل لها ، غير أن النبي كان يخشى العادات و
التقاليد التي تُحرم زواج الرجل من زوجة ابنه من التبني لاعتباره أبناً
حقيقيا في ذلك المجتمع ، و إلى هذه الحقيقة يُشير القرآن الكريم حيث يقول
: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ
اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) الأحزاب الآية : 37 ، ولا بُدَّ
من الإشارة هنا إلى إن زواج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من زينب إنما
كان بأمر من الله تعالى ، كما تشهد بذلك القرآن (فَلَمَّا
قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا
مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى
النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي
الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)
الأحزاب ، الآية : 37 و 38 ..هذا و إن زينب كانت متفهمة لنية الرسول (
صلَّى الله عليه و آله ) و لما حباها الله تعالى من الشرف العظيم إذ جعل
لها دورا في إزالة عادتين خرافيتين و نالت شرف الزواج من الرسول ( صلَّى
الله عليه و آله ) فكانت زينب تفتخر على سائر نساء النبي ( صلَّى الله
عليه و آله ) و تقول : زوَجَكن أهلُوكن و زوجني الله من السماء.
5- هل لزيد بن حارثة أبناء ؟
أنجب (زيد بن حارثة) من زوجته السيدة ( أم أيمن ) رضي الله عنهم إبنهما ( أسامة بن زيد)
كان شديد السواد، خفيف الروح، شجاعًا، رباه النبي ( وأحبه حبًّا كثيرًا،
كما كان يحب أباه فسمي الحِبّ بن الحبّ، وكان النبي -صلى الله عليه
وسلم-يأخذه هو والحسن ويقول: (اللهم أحبهما فإني أُحِبُّهما) [أحمد والبخاري].
6- ما هى الغزوات والمعارك التى شارك فيها زيد بن حارثة ؟
كان زيد فدائيا شجاعا، ومن أحسن الرماة في عصره، شارك في غزوة بدر، وبايع
النبي صلى الله عليه وسلم على الموت في غزوة أحد، وحضر غزوة الخندق، وصلح
الحديبية، وفتح خيبر, وغزوة حنين، وجعله النبي صلى الله عليه وسلم أميرا
على سبع سرايا. قالت السيدة عائشة رضي الله عنها فيه : ما بعثه رسول الله
صلى الله عليه وسلم في جيش قط، إلا أمره عليهم, وإن بقى بعده استخلفه .
8- ما هى قصة إستشهاد زيد بن حارثة رضي الله عنه ؟
عاش
زيد ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ينهل من علمه وأخلاقه وهديه حتى صار
عابدا ورعا، يقتدي بكل ما يرى حبيبه وحبيب الله صلى الله عليه وسلم يقوله
ويعمله .وفي السنة الثامنة للهجرة حدثت غزوة مؤتة التي استشهد فيها زيد بن
حارثة رضى الله عنه بعد حياة طويلة مع الحبيب صلوات الله عليه وسلامه. عن
أنس رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن
رواحة للناس قبل ان يأتيهم خبرهم فقال صلى الله عليه وسلم : أخذ الراية
زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان -
حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.
تم بحمد الله
وتابعونا مع صحابي أخر
بقلم عضو أخر من جروب عمل تاريخ الصحابة
عاش
زيد ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ينهل من علمه وأخلاقه وهديه حتى صار
عابدا ورعا، يقتدي بكل ما يرى حبيبه وحبيب الله صلى الله عليه وسلم يقوله
ويعمله .وفي السنة الثامنة للهجرة حدثت غزوة مؤتة التي استشهد فيها زيد بن
حارثة رضى الله عنه بعد حياة طويلة مع الحبيب صلوات الله عليه وسلامه. عن
أنس رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن
رواحة للناس قبل ان يأتيهم خبرهم فقال صلى الله عليه وسلم : أخذ الراية
زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان -
حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم.
تم بحمد الله
وتابعونا مع صحابي أخر
بقلم عضو أخر من جروب عمل تاريخ الصحابة
الطائر المهاجر- مشرف المنتديات 2
- عدد المساهمات : 619
الموقع : https://wwwa.forum-canada.com
رد: سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
أسامة بن زيد
س1: من هو الصحابى الجليل اسامة بن زيد وما هو نسبة ؟
هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كان أبوه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أسامة: أبا محمد وقيل: أبو زيد وقيل: أبو يزيد وقيل: أبو خارجة وهو مولى رسول الله من أبويه وكان يسمى: حب رسول الله.
ولد
رضي الله عنه بمكة سنة 7 قبل الهجرة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام
لله تعالى ولم يدن بغيره، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله.
وأمه هي أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته،
وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوّجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة
بن زيد.
س: ماذا تعرف عن حب الرسول لاسامة بن زيد؟
حب الرسول له
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ
جبهتَهُ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول:
(لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ).
كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة
بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كان يُحِبُّ
الله ورسوله، فليحبَّ أسامة).
وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن، اشتراها
بخمسين ديناراً، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على المنبر
للجمعة، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض
الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن تطعنوا في إمارته فقد
كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة،
وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).
س: ماذا تعرف عن نشاتة وايمانة
نشأته وايمانه
على الرغم من حداثة سن أسامة -رضي الله عنه- الا أنه كان مؤمنا صلبا،
قويا، يحمل كل تبعات دينه في ولاء كبير لقد كان مفرطا في ذكائه، مفرطا في
تواضعه، وحقق هذا الأسود الأفطس ميزان الدين الجديد ان أكرمكم عند الله
أتقاكم
فها هو في عام الفتح يدخل مكة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أكثر ساعات الاسلام روعة
س2: ماذا تعرف عن زواج هذا الصابى الجليل
زواجه رضي الله عنه:
عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لكِ علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقال: ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك
امرأة يغشاها أصحابي، اعتدّى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك،
فإذا حللت فآذنينى، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا
جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه
عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد فكرهته، ثم قال انكحي أسامة فنكحته، فجعل الله فيه خيرا واغتبطتُّ - والغبطة هي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال -.
س3:مائر الرسول صلى الله علية وسلم فى تربية اسامة بن زيد؟
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
في العام السادس من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وُلد لأمّ أيمن أسامة بن زيد،
فنشأ وتربى رضي الله عنه وأرضاه في أحضان الإسلام ولم تنل منه الجاهلية
بوثنيتها ورجسها شيئًا، وكان رضي الله عنه قريبًا جدًا من بيت النبوة،
وملازمًا دئمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ففي
مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه
وسلم - أي كان يركب خلفه - بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط
خطامها قال فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى، ومن ثَم كان
تأثره شديدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يحبه حبًا شديدًا ففي البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول: "اللهم أحبهما فإني أحبهما"
بل
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بحبِّ أسامة بن زيد رضي الله عنه فعن
عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة"، كان نقش خاتم
أسامة بن زيد: (حب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقد زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وفي هذا الأمر
ما فيه من العفة والطهارة وراحة النفس، والتفرغ لنصرة الإسلام، فهي تربية
عالية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
س4:ماذا قال الرسول صلى الله عن اسامة للصحابة رضوان الله عليهم
والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي به الصحابة رضي الله عنهم:
عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أسامة
بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم
فاستوصوا به خيرا".
أتشفع في حد من حدود الله؟!
روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال
عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان
العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد
فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت
يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع
حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في هذا الموقف العظيم يعلّمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بل
والأمة كلها درسًا عمليا في غاية الأهمية والخطورة وهو عدم المحاباة أو
الكيل بمكيالين فكل الناس سواء القوي والضعيف، الحاكم والمحكوم، الجميع
يُطبّق عليهم شرع الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي
نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!!
في البخاري بسنده عن أبي ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم
ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف
الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال
يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
وفي رواية فقلت: " أُعطِى الله عهدًا أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله".
وقد انعكس أثرهذا الموقف على أسامةَ رضي الله عنه بطول حياته وعرضها وتأثر
به تأثرًا شديدًا وظل وفيًا بهذا العهد إلى أن لقي الله سبحانه وتعالى.
ولم يبايع أسامة رضي الله عنه عليًا ولا شهد معه شيئا من حروبه؛ وقال له:
لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إلا الله.
وفي البخاري بسنده عن حرملة - مولى أسامة بن زيد - قال: أرسلني أسامة إلى
علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك فقل له: يقول لك: لو كنت في
شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره - أي لم يكن لي فيه
رأي -...
س5: ماهى النصيحة التى اعطاها لاميرة ؟
وينصح أميره دون أن يفتح بابًا لفتنة:
روى مسلم بسنده عن أسامة بن زيد قال قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه
فقال أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما
دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ولا أقول لأحد يكون عليّ
أميرا إنه خير الناس بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى
بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور
الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى
عن المنكر.
س6: من هى ام ايمن ومادورها فى تلربية اسامة بن زيد؟
دور أم أيمن في تربية أسامة بن زيد:
أم أيمن رضي الله عنها وأرضاها هي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهى
إحدى المؤمنات المجاهدات اللاتى شاركن فى المعارك الإسلامية مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقد شهدت أُحدًا، وكانت تسقى المسلمين، وتداوى
الجَرْحَي، وشهدت غزوة خيبر، وقد روت أم أيمن -رضى الله عنها - بعضًا من
أحاديث رسول الله، قال ابن حجر في الإصابة: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول عنها: "هذه بقية أهل بيتي"؛ هذه المرأة المؤمنة التقية الورعة
المجاهدة كانت أحد المحاضن التربوية التي تخرج منها أسامة بن زيد رضي الله
عنه وأرضاه.
وقد استشهد زيد بن حارثة
زوج أم أيمن ووالد أسامة في مؤتة، واستشهد أيمن ابنها وأخو أسامة من أمه
في حنين، ففي هذه الأسرة المؤمنة المجاهدة نشأ هذا القائد الفارس الفذُّ
وتربى على معاني الجهاد والدفاع عن الإسلام مما جعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوليه إمارة الجيش الإسلامي وهو في الثامنة عشرة من عمره وفي
الجيش كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وأصحاب السبق في الإسلام.
وقد شهد أسامة رضي الله عنه لأمه بالفضل وكان شديد البر بها، فعن محمد بن
سيرين قال: بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ألف درهم فعمد
أسامة بن زيد إلى نخلة فنقرها وأخرج جمّارها فأطعمها أمه فقيل له: ما حملك
على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألفًا، فقال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني
شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.
س7: كيف كانت ثقة النبى صلى الله علية وسلم فى اسامة وماهى مفاجاتة له؟
قائد جيش المسلمين جميعًا في غزو الروم
ولّاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في
الشام، قال الواقدي في المغازي: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر
مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا; فلما كان يوم
الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالانكماش في غزوهم. فتفرق
المسلمون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مجدون في الجهاد فلما
أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من
صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى
مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل فقد وليتك على هذا الجيش فأغر صباحا على أهل
أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم
وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع فلما كان يوم الأربعاء
لليلتين بقيتا من صفر بدي برسول الله صلى الله عليه وسلم فصدع وحم. فلما
أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيده لواء ثم قال يا أسامة اغز بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر
بالله اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو
فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا: اللهم اكفناهم واكفف بأسهم
عنا فإن لقوكم قد أجلبوا وصيحوا. فعليكم بالسكينة والصمت ولا تنازعوا ولا
تفشلوا فتذهب ريحكم. وقولوا: اللهم نحن عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم
بيدك، وإنما تغلبهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة
فعسكر بالجرف وضرب عسكره في سقاية سليمان اليوم. وجعل الناس يجدون بالخروج
إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على
فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن
الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد
بن عمرو بن نفيل ; وفي رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش.
فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل
هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟ فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول من قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديد، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة
ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أيها الناس فما
مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم في إمارتي
أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا
وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن
أحب الناس إلي وإنهما لمخيلان لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم ثم
نزل صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع
الأول. وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن
فقالت أي رسول الله، لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل فإن أسامة
إن خرج على حالته هذه لم ينتفع بنفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنفذوا بعث أسامة فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة
يوم الأحد ورسول الله صلى الله عليه
وسلم ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه فيه فدخل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامة
فقبله ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء
ثم يصبها على أسامة. قال فأعرف أنه كان يدعو لي. قال أسامة فرجعت إلى
معسكري. فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح ورسول الله صلى الله
عليه وسلم مفيق، فجاءه أسامة فقال اغد على بركة الله فودعه أسامة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم مفيق مريح وجعل نساءه يتماشطن سرورا براحته. فدخل
أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم
ابنة خارجة فائذن لي فأذن له فذهب إلى السنح، وركب أسامة إلى معسكره وصاح
في الناس أصحابه باللحوق بالعسكر فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس
بالرحيل وقد متع النهار. فبينا أسامة يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أم
أيمن - وهي أمه - تخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت فأقبل أسامة
إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فانتهوا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو يموت
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. ودخل المسلمون
الذين عسكروا بالجرف المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا
حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده فلما بويع لأبي
بكر رضي الله عنه أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة وألا يحله أبدا
حتى يغزوهم أسامة. قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة ثم رجعت به إلى بيت أسامة فما زال في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد عن الإسلام قال أبو بكر رضي الله عنه
لأسامة رحمة الله عليه انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول وخرج بريدة باللواء
حتى انتهى إلى معسكرهم الأول فشق على كبار المهاجرين الأولين ودخل على أبي
بكر عمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد،
فقالوا: يا خليفة رسول الله إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا
تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئًا، اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في
نحورهم وأخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري
والنساء فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه وتعود الردة إلى
ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف
ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا فلما استوعب أبو بكر رضي الله عنه
منهم كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول شيئ؟ قالوا: ل، قد سمعت
مقالتنا. فقال والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت
هذا البعث ولا بدأت بأول منه ورسول الله ينزل عليه الوحي من السماء يقول
أنفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندن، فإنه لا
غناء بنا عنه. والله ما أدري يفعل أسامة أم ل، والله إن رأى لا أكرهه فعرف
القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة ومشى أبو بكر رضي الله عنه
إلى أسامة في بيته وكلمه أن يترك عمر ففعل أسامة وجعل يقول له أذنت ونفسك
طيبة؟ فقال أسامة نعم وخرج وأمر مناديه
ينادي: عزمة مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا
ألحقته به ماشيا وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في
إمارة أسامة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد.
س8:ماذا قال ابو بكر الصديق رضوان الله علية الى اسامة عند خروج اسامة الى المعركة؟
وخرج أبو بكر رضي الله عنه يشيع أسامة والمسلمين فلما ركب أسامة من الجرف
في أصحابه - وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس - فسار أبو بكر رضي الله
عنه إلى جنب أسامة ساعة ثم قال أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ;
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه وإنما أنا منفذ لأمر أمر به
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج سريعا فوطئ بلادا هادئة لم يرجعوا عن
الإسلام - جهينة وغيرها من قضاعة - فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من
بني عذرة يقال له حريث، فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى
أبنى ; فنطر إلى ما هناك وارتاد الطريق ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على
مسيرة ليلتين من أبنى، فأخبره أن الناس غارون ولا جموع لهم وأمره أن يسرع
السير قبل أن تجتمع الجموع وأن يشنها غارة.
وحدث هشام بن عاصم عن المنذر بن جهم قال قال بريدة لأسامة يا أبا محمد إني
شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أباك أن يدعوهم إلى الإسلام فإن
أطاعوه خيرهم وإن أحبوا أن يقيموا في دارهم ويكونوا كأعراب المسلمين ولا
شيء لهم في الفيء ولا الغنيمة إلا أن يجاهدوا مع المسلمين وإن تحولوا إلى
دار الإسلام كان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. قال أسامة
هكذا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي، ولكن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرني، وهو آخر عهده إلي أن أسرع السير وأسبق الأخبار وأن أشن
الغارة عليهم بغير دعاء فأحرق وأخرب. فقال بريدة: سمعا وطاعة لأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
فلما انتهى إلى أبنى فنظر إليها منظر العين عبأ أصحابه وقال اجعلوها غارة
ولا تمنعوا في الطلب ولا تفترقو، واجتمعوا وأخفوا الصوت واذكروا الله في
أنفسكم وجردوا سيوفكم وضعوها فيمن أشرف لكم. ثم دفع عليهم الغارة فما نبح
كلب ولا تحرك أحد، وما شعروا إلا بالقوم قد شنوا عليهم الغارة ينادون
بشعارهم يا منصور أمت فقتل من أشرف له وسبى من قدر عليه وحرق في طوائفهم
بالنار وحرق منازلهم وحرثهم ونخلهم فصارت أعاصير من الدخاخين. وأجال الخيل
في عرصاتهم ولم يمعنوا في الطلب أصابوا ما قرب منهم وأقاموا يومهم ذلك في
تعبئة ما أصابوا من الغنائم. وكان أسامة خرج على فرس أبيه التي قتل عليها
أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة وقتل قاتل أبيه في الغارة خبره به بعض من
سبى ; وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهم، وأخذ لنفسه مثل ذلك. فلما أمسوا أمر
الناس بالرحيل ومضى الدليل أمامه حريث العذري، فأخذوا الطريق التي جاءوا
منه، ودانوا ليلتهم حتى انتهوا بأرض بعيدة ثم طوى البلاد حتى انتهى إلى
وادي
القرى في تسع ليال ثم قصد بعد في السير فسار إلى المدينة، وما أصيب من
المسلمين أحد. فبلغ ذلك هرقل وهو بحمص فدعا بطارقته فقال هذا الذي حذرتكم
فأبيتم أن تقبلوه مني. قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر تغير عليكم ثم تخرج
من ساعتها ولم تكلم. قال أخوه سأقوم فأبعث رابطة تكون بالبلقاء فبعث رابطة
واستعمل عليهم رجلا من أصحابه فلم يزل مقيما حتى قدمت البعوث إلى الشام في
خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
واعترض
لأسامة في منصرفه قوم من أهل كثكث - قرية هناك - قد كانوا اعترضوا لأبيه
في بدأته فأصابوا من أطرافه فناهضهم أسامة بمن معه وظفر بهم وحرق عليهم
وساق نعما من نعمهم وأسر منهم أسيرين فأوثقهم، وهرب من بقي فقدم بهما
المدينة فضرب أعناقهما.
وبعث أسامة بن زيد بشيره من وادي القرى بسلامة المسلمين وأنهم
قد أغاروا على العدو فأصابوهم فلما سمع المسلمون بقدومهم خرج أبو بكر رضي
الله عنه في المهاجرين وخرج أهل المدينة حتى العواتق سرورا بسلامة أسامة
ومن معه من المسلمين ودخل يومئذ على فرسه سبحة كأنما خرجت من ذي خشب عليه
الدرع. واللواء أمامه يحمله بريدة، حتى انتهى به إلى المسجد فدخل فصلى
ركعتين وانصرف إلى بيته معه اللواء. وكان مخرجه من الجرف لهلال شهر ربيع
الآخر سنة إحدى عشرة فغاب خمسة وثلاثين يوم، عشرون في بدأته وخمسة عشر في
رجعته.
س11: ماهى اهم ملامح شخصية اسامة بن زيد رضى الله عنة؟
أهم ملامح شخصيته:
الجانب القيادي:
لكونه تربّى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ربّاه النبي صلى
الله عليه وسلم على أن يكون قائدًا واكتشف عناصر هذه القيادة في شخصيته،
وقد كان رضي الله عنه دقيقًا في تنفيذ أوامر رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ويظهر ذلك من مواقفه المتعددة ومنها موقفه أثناء جمعه للزكاة، وبعد
ذلك يظهر موقفه عندما كان قائدا للجيش الذي غزا الروم في الشام، ومدى
الدقة التي التزم بها في تنفيذ تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فضلا عن ذلك فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خليق بالولاية
وأنه أهل لها، وقد نجح رضي الله عنه في مهمته التي انتدب لها أعظم نجاح
وأدى دوره على أفضل ما يكون الأداء.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: "إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن
هذا لمن أحب الناس إلي بعده".
وعن الزهري قال كان أسامة بن زيد يخاطَب بالأمير حتى مات يقولون: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام
عليك أيها الأميرورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله، ثم لم ينزعه
حتى مات.
ولقد أثبت أسامة رضي الله عنه في قيادة جيشه إلى الشام أنه ذو جَلَدٍ على
تحمل المشاق، وذو شجاعة فائقة، وعقيدة راسخة، وعقلية راجحة متبصرة
بالأحداث والنتائج، مما أكسبه سمعة عالية، وصيتًا وشهرة كبيرة بين
الصحابة، فقدروه وأحبوه، ولمسوا بأنفسهم مدى إصابة الحق في اختيار النبي
صلى الله عليه وسلم له في للإمارة.
س12:كيف كانت حياتة مع الرسول ومواقفة معة؟
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
روى الإمام أحمد بسنده عن عَائِشَةَ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَثَرَ
بِأُسْكُفَّةِ أَوْ عَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ فَقَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيطِي عَنْهُ أَوْ
نَحِّي عَنْهُ الْأَذَى قَالَتْ فَتَقَذَّرْتُهُ قَالَتْ فَجَعَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ ثُمَّ يَمُجُّهُ
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ
أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أُنْفِقَهُ.
بعثتها إليك لتشققها خمرًا بين نسائك:
روى مسلم بسنده عن ابن عمر قال رأى عمر عطاردا التميمي يقيم بالسوق حلة
سيراء وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم فقال عمر يا رسول الله إني رأيت
عطاردا يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا
قدموا عليك وأظنه قال ولبستها يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فلما كان بعد
ذلك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث
إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطى علي بن أبي طالب حلة وقال شققها خمرا بين
نسائك قال فجاء عمر بحلته يحملها فقال: يا رسول الله بعثت إلي بهذه وقد
قلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت فقال إني لم ابعث بها إليك لتلبسها ولكني
بعثت بها إليك لتصيب بها، وأما أسامة فراح في حلته فنظر إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم نظرًا عرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر ما
صنع، فقال: يا رسول الله ما تنظر إلي فأنت بعثت إلي بهان فقال: "إني لم
أبعث إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك".
وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبطية كثيفة أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما لك لا تلبس القبطيه قلت كسوتها امرأتي فقال مرها فلتجعل
تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها.
رديفه في أسفاره:
عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح
من أعلى مكة على راحلته مردفًا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة
من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا طويلا
ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء
الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار له إلى
المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة...
وعن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما
تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع
فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
وعنه رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر
وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال:
"أي يومين" قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس قال: "ذانك يومان تعرض فيهما
الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
وعنه رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
الكآبة فسألته ما له فقال لم يأتني جبريل منذ ثلاث قال فإذا جرو كلب بين
بيوته فأمر به فقتل فبدا له جبريل عليه السلام فبهش إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم حين رآه فقال لم تأتني فقال انا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا
تصاوير.
وعن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن
الربيع وهو بالموت فناداه فلم يجبه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: " لو سمعني لأجاب ما فيه عرق ولا هو يجد ألم الموت على جدته وبكى
النساء فنهاهن أسامة بن زيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهن
يبكين ما دام بين أظهرهن فإذا وجب فلا أسمعن صوت باكية.
ألاقي منك اليوم...
عن قيس بن أبي حازم قال قام أسامة بن زيد بعد مقتل أبيه بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه ثم جاء من الغد فقام مقامه بالأمس فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم ألاقي منك اليوم ما لاقيت منك أمس.
ويدعو له صلى الله عليه وسلم:
عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه
وسلم هبطتُ وهبط الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أُصمت فلم يتكلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه علي
ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي.
س13: اذكر بعض مواقف اسامة بن زيد مع الصحابة رضوان الله عليهم جميعا؟
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عن هشام بن عروة عن أبيه... لما فرض عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس فرض
لأسامة بن زيد خمسة آلاف ولابن عمر ألفين فقال ابن عمر فضلت عليّ أسامة
وقد شهدت ما لم يشهد فقال إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم منك وأبوه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك.
مع عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عن
هشام بن عروة عن أبيه قال تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم
يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا فقال يا أسامة ما هذا فنظروا فإذا زيد بن
حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين
يوم بدر.
مع حكيم بن حزام رضي الله عنه:
عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال كان محمد النبي أحب الناس إلي في
الجاهلية فلما تنبأ وخرج إلى المدينة خرج حكيم بن حزام الموسم فوجد حلة
لذي يزن تُباع بخمسين درهما فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقدم بها عليه وأراده على قبضها فأبى عليه قال عبيد الله حسبت أنه
قال إنا لا نقبل من المشركين شيئا ولكن أخذناها بالثمن فأعطيتها إياه حتى
أتى المدينة فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئا قط أحسن منه فيها
يومئذ ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على أسامة فقال يا أسامة أنت
تلبس حلة ذي يزن قال نعم لأنا خير من ذي يزن ولأبي خير من أبيه ولأمي خير
من أمه قال حكيم فانطلقت إلى مكة أعجبهم بقول أسامة المستدرك للحاكم.
مع خلاد بن السائب رضي الله عنه:
عن خلاد بن السائب قال دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي فقال إنه
حملني أن أمدحك في وجهك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا
مدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه"
س14: اذكر مواقف اسامة بن زيد مع التابعين رضوان الله عليهم؟
من مواقفه مع التابعين:
مع مروان بن الحكم
عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلى عند قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال تصلى إلى قبره فقال انى أحبه
فقال له قولا قبيحا ثم ادبر فانصرف أسامة فقال يا مروان انك آذيتنى واني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يبغض الفاحش المتفحش وانك
فاحش متفحش.
س15: اثر اسامة بن زيد فى الاخرين؟
أثره في الآخرين:
روى عنه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون من الصحابة والتابعين،
فممن روى عنه من الصحابة سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن
عباس، وأبو هريرة، وممن روى عنه من التابعين سعيد بن المسيب، وإبراهيم بن
سعد بن أبي وقاص، وعامر بن شرحبيل، وشقيق بن سلمة وغيرهم....
ويعلم مولاه عمليًا:
عن مولى أسامة بن زيد أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له
فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فقال له مولاه: لم تصوم يوم الإثنين
ويوم الخميس وأنت شيخ كبير، فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس وسئل عن ذلك فقال: "إن أعمال العباد تعرض
يوم الإثنين ويوم الخميس".
الأثر العالمي لبعث أسامة رضي الله عنه:
كان لهذا البعث أثرًا كبيرًا في تثبيت وتوطيد دعائم الدولة الإسلامية بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد الكثير من القبائل، وكان من شأنه
أن ألقى الفزع والهلع في قلوب القبائل العربية التي مرَّ عليها في شمال
الجزيرة العربية، وكانوا يقولون: لو لم يكن للمسلمين قوة تحمى المدينة وما
حولها ما بعثوا جيشًا إلى هذه المسافات البعيدة حتى وصل إلى تخوم الروم؛
ومن أجل ذلك كانت حركة الردة في تلك المناطق أضعف منها بكثير في أي
المناطق الأخرى.
س16: اذكر بعض الاحاديث التى رواها اسامة بن زيد عن رسول الله؟
بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
وفي البخاري بسنده أيضًا عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمت
على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن
أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها
النساء".
روى مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم".
وأحاديث أخرى كثيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم...
س17: ماذا تعرف عن اسامة والفتن التى تعرض لها؟
اسامة والفتنة
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية التزم أسامة حيادا مطلقا، كان يحب
عليا كثيرا ويبصر الحق بجانبه، ولكن كيف يقتل من قال لا اله الا الله...
وقد لامه الرسول في ذلك سابقا!...
فبعث الى علي يقول له: (انك لو كنت في شدق الأسد، لأحببت أن أدخل معك فيه،
ولكن هذا أمر لم أره)... ولزم داره طوال هذا النزاع، وحين جاءه البعض
يناقشونه في موقفه قال لهم: (لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا)...
فقال
أحدهم له: (ألم يقل الله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله
؟)... فأجاب أسامة: (أولئك هم المشركون، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة
وكان الدين لله)...
س18:كيف كانت وفاة اسمة بن زيد رضى الله عنة؟
وفاته رضي الله عنه
اعتزل أسامة بن زيد رضي الله عنه الفتن بعد مقتل عثمان رضي الله عنه إلى
أن مات في أواخر خلافة معاوية، وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن
وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح ابن عبد البر أنه مات
سنة 54 هـ، فيكون رضي الله عنه قد توفي عن 61 سنة.
س1: من هو الصحابى الجليل اسامة بن زيد وما هو نسبة ؟
هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، كان أبوه مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكنى أسامة: أبا محمد وقيل: أبو زيد وقيل: أبو يزيد وقيل: أبو خارجة وهو مولى رسول الله من أبويه وكان يسمى: حب رسول الله.
ولد
رضي الله عنه بمكة سنة 7 قبل الهجرة ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام
لله تعالى ولم يدن بغيره، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة وكان رسول الله يحبه حبا شديدا وكان عنده كبعض أهله.
وأمه هي أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته،
وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوّجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة
بن زيد.
س: ماذا تعرف عن حب الرسول لاسامة بن زيد؟
حب الرسول له
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ
جبهتَهُ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول:
(لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ).
كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة
بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من كان يُحِبُّ
الله ورسوله، فليحبَّ أسامة).
وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن، اشتراها
بخمسين ديناراً، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على المنبر
للجمعة، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد، فطعن بعض
الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن تطعنوا في إمارته فقد
كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة،
وإن كان لمن أحب الناس إليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).
س: ماذا تعرف عن نشاتة وايمانة
نشأته وايمانه
على الرغم من حداثة سن أسامة -رضي الله عنه- الا أنه كان مؤمنا صلبا،
قويا، يحمل كل تبعات دينه في ولاء كبير لقد كان مفرطا في ذكائه، مفرطا في
تواضعه، وحقق هذا الأسود الأفطس ميزان الدين الجديد ان أكرمكم عند الله
أتقاكم
فها هو في عام الفتح يدخل مكة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أكثر ساعات الاسلام روعة
س2: ماذا تعرف عن زواج هذا الصابى الجليل
زواجه رضي الله عنه:
عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله ما لكِ علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقال: ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال تلك
امرأة يغشاها أصحابي، اعتدّى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك،
فإذا حللت فآذنينى، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا
جهم خطباني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه
عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد فكرهته، ثم قال انكحي أسامة فنكحته، فجعل الله فيه خيرا واغتبطتُّ - والغبطة هي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال -.
س3:مائر الرسول صلى الله علية وسلم فى تربية اسامة بن زيد؟
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته:
في العام السادس من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وُلد لأمّ أيمن أسامة بن زيد،
فنشأ وتربى رضي الله عنه وأرضاه في أحضان الإسلام ولم تنل منه الجاهلية
بوثنيتها ورجسها شيئًا، وكان رضي الله عنه قريبًا جدًا من بيت النبوة،
وملازمًا دئمًا للنبي صلى الله عليه وسلم ففي
مسند الإمام أحمد عن أسامة بن زيد قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه
وسلم - أي كان يركب خلفه - بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط
خطامها قال فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع يده الأخرى، ومن ثَم كان
تأثره شديدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم يحبه حبًا شديدًا ففي البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذه والحسن فيقول: "اللهم أحبهما فإني أحبهما"
بل
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بحبِّ أسامة بن زيد رضي الله عنه فعن
عائشة قالت: لا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة"، كان نقش خاتم
أسامة بن زيد: (حب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وقد زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وفي هذا الأمر
ما فيه من العفة والطهارة وراحة النفس، والتفرغ لنصرة الإسلام، فهي تربية
عالية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
س4:ماذا قال الرسول صلى الله عن اسامة للصحابة رضوان الله عليهم
والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي به الصحابة رضي الله عنهم:
عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أسامة
بن زيد لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وأنا أرجو أن يكون من صالحيكم
فاستوصوا به خيرا".
أتشفع في حد من حدود الله؟!
روى البخاري بسنده عن عروة بن الزبير أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال
عروة فلما كلمه أسامة فيها تلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أتكلمني في حد من حدود الله قال أسامة استغفر لي يا رسول الله فلما كان
العشي قام رسول الله خطيبا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد
فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق
فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة فقطعت
يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتي بعد ذلك فأرفع
حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في هذا الموقف العظيم يعلّمُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بل
والأمة كلها درسًا عمليا في غاية الأهمية والخطورة وهو عدم المحاباة أو
الكيل بمكيالين فكل الناس سواء القوي والضعيف، الحاكم والمحكوم، الجميع
يُطبّق عليهم شرع الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي
نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"
أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!!
في البخاري بسنده عن أبي ظبيان قال سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم
ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف
الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت كان متعوذا فما زال
يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
وفي رواية فقلت: " أُعطِى الله عهدًا أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله".
وقد انعكس أثرهذا الموقف على أسامةَ رضي الله عنه بطول حياته وعرضها وتأثر
به تأثرًا شديدًا وظل وفيًا بهذا العهد إلى أن لقي الله سبحانه وتعالى.
ولم يبايع أسامة رضي الله عنه عليًا ولا شهد معه شيئا من حروبه؛ وقال له:
لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إلا الله.
وفي البخاري بسنده عن حرملة - مولى أسامة بن زيد - قال: أرسلني أسامة إلى
علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول ما خلف صاحبك فقل له: يقول لك: لو كنت في
شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره - أي لم يكن لي فيه
رأي -...
س5: ماهى النصيحة التى اعطاها لاميرة ؟
وينصح أميره دون أن يفتح بابًا لفتنة:
روى مسلم بسنده عن أسامة بن زيد قال قيل له ألا تدخل على عثمان فتكلمه
فقال أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما
دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه ولا أقول لأحد يكون عليّ
أميرا إنه خير الناس بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى
بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور
الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى
عن المنكر.
س6: من هى ام ايمن ومادورها فى تلربية اسامة بن زيد؟
دور أم أيمن في تربية أسامة بن زيد:
أم أيمن رضي الله عنها وأرضاها هي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهى
إحدى المؤمنات المجاهدات اللاتى شاركن فى المعارك الإسلامية مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقد شهدت أُحدًا، وكانت تسقى المسلمين، وتداوى
الجَرْحَي، وشهدت غزوة خيبر، وقد روت أم أيمن -رضى الله عنها - بعضًا من
أحاديث رسول الله، قال ابن حجر في الإصابة: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول عنها: "هذه بقية أهل بيتي"؛ هذه المرأة المؤمنة التقية الورعة
المجاهدة كانت أحد المحاضن التربوية التي تخرج منها أسامة بن زيد رضي الله
عنه وأرضاه.
وقد استشهد زيد بن حارثة
زوج أم أيمن ووالد أسامة في مؤتة، واستشهد أيمن ابنها وأخو أسامة من أمه
في حنين، ففي هذه الأسرة المؤمنة المجاهدة نشأ هذا القائد الفارس الفذُّ
وتربى على معاني الجهاد والدفاع عن الإسلام مما جعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوليه إمارة الجيش الإسلامي وهو في الثامنة عشرة من عمره وفي
الجيش كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار وأصحاب السبق في الإسلام.
وقد شهد أسامة رضي الله عنه لأمه بالفضل وكان شديد البر بها، فعن محمد بن
سيرين قال: بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ألف درهم فعمد
أسامة بن زيد إلى نخلة فنقرها وأخرج جمّارها فأطعمها أمه فقيل له: ما حملك
على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألفًا، فقال: إن أمي سألتنيه ولا تسألني
شيئا أقدر عليه إلا أعطيتها.
س7: كيف كانت ثقة النبى صلى الله علية وسلم فى اسامة وماهى مفاجاتة له؟
قائد جيش المسلمين جميعًا في غزو الروم
ولّاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في
الشام، قال الواقدي في المغازي: لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر
مقتل زيد بن حارثة وجعفر وأصحابه ووجد عليهم وجدا شديدا; فلما كان يوم
الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزو الروم، وأمرهم بالانكماش في غزوهم. فتفرق
المسلمون من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مجدون في الجهاد فلما
أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من
صفر دعا أسامة بن زيد فقال يا أسامة سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى
مقتل أبيك، فأوطئهم الخيل فقد وليتك على هذا الجيش فأغر صباحا على أهل
أبنى وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الخبر، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم
وخذ معك الأدلاء وقدم العيون أمامك والطلائع فلما كان يوم الأربعاء
لليلتين بقيتا من صفر بدي برسول الله صلى الله عليه وسلم فصدع وحم. فلما
أصبح يوم الخميس لليلة بقيت من صفر عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيده لواء ثم قال يا أسامة اغز بسم الله في سبيل الله فقاتلوا من كفر
بالله اغزوا ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا تمنوا لقاء العدو
فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم ولكن قولوا: اللهم اكفناهم واكفف بأسهم
عنا فإن لقوكم قد أجلبوا وصيحوا. فعليكم بالسكينة والصمت ولا تنازعوا ولا
تفشلوا فتذهب ريحكم. وقولوا: اللهم نحن عبادك وهم عبادك، نواصينا ونواصيهم
بيدك، وإنما تغلبهم أنت واعلموا أن الجنة تحت البارقة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة امض على اسم الله فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، فخرج به إلى بيت أسامة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة
فعسكر بالجرف وضرب عسكره في سقاية سليمان اليوم. وجعل الناس يجدون بالخروج
إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره ومن لم يقض حاجته فهو على
فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة عمر بن
الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد
بن عمرو بن نفيل ; وفي رجال من المهاجرين والأنصار عدة قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش.
فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل
هذا الغلام على المهاجرين الأولين؟ فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض ذلك القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول من قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديد، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة
ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا أيها الناس فما
مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد؟ والله لئن طعنتم في إمارتي
أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا
وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن
أحب الناس إلي وإنهما لمخيلان لكل خير فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم ثم
نزل صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر ليال خلون من ربيع
الأول. وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن
فقالت أي رسول الله، لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل فإن أسامة
إن خرج على حالته هذه لم ينتفع بنفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنفذوا بعث أسامة فمضى الناس إلى المعسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة
يوم الأحد ورسول الله صلى الله عليه
وسلم ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه فيه فدخل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء حوله فطأطأ عليه أسامة
فقبله ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء
ثم يصبها على أسامة. قال فأعرف أنه كان يدعو لي. قال أسامة فرجعت إلى
معسكري. فلما أصبح يوم الاثنين غدا من معسكره وأصبح ورسول الله صلى الله
عليه وسلم مفيق، فجاءه أسامة فقال اغد على بركة الله فودعه أسامة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم مفيق مريح وجعل نساءه يتماشطن سرورا براحته. فدخل
أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله واليوم يوم
ابنة خارجة فائذن لي فأذن له فذهب إلى السنح، وركب أسامة إلى معسكره وصاح
في الناس أصحابه باللحوق بالعسكر فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر الناس
بالرحيل وقد متع النهار. فبينا أسامة يريد أن يركب من الجرف أتاه رسول أم
أيمن - وهي أمه - تخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت فأقبل أسامة
إلى المدينة معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح، فانتهوا إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو يموت
فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
زاغت الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول. ودخل المسلمون
الذين عسكروا بالجرف المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودا
حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده فلما بويع لأبي
بكر رضي الله عنه أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة وألا يحله أبدا
حتى يغزوهم أسامة. قال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت به إلى بيت أسامة ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة ثم رجعت به إلى بيت أسامة فما زال في بيت أسامة حتى توفي أسامة. فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد عن الإسلام قال أبو بكر رضي الله عنه
لأسامة رحمة الله عليه انفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول وخرج بريدة باللواء
حتى انتهى إلى معسكرهم الأول فشق على كبار المهاجرين الأولين ودخل على أبي
بكر عمر وعثمان وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد،
فقالوا: يا خليفة رسول الله إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا
تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئًا، اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في
نحورهم وأخرى، لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها الذراري
والنساء فلو استأنيت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام بجرانه وتعود الردة إلى
ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف
ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا فلما استوعب أبو بكر رضي الله عنه
منهم كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول شيئ؟ قالوا: ل، قد سمعت
مقالتنا. فقال والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني بالمدينة لأنفذت
هذا البعث ولا بدأت بأول منه ورسول الله ينزل عليه الوحي من السماء يقول
أنفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم أسامة في عمر يخلفه يقيم عندن، فإنه لا
غناء بنا عنه. والله ما أدري يفعل أسامة أم ل، والله إن رأى لا أكرهه فعرف
القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة ومشى أبو بكر رضي الله عنه
إلى أسامة في بيته وكلمه أن يترك عمر ففعل أسامة وجعل يقول له أذنت ونفسك
طيبة؟ فقال أسامة نعم وخرج وأمر مناديه
ينادي: عزمة مني ألا يتخلف عن أسامة من بعثه من كان انتدب معه في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لن أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا
ألحقته به ماشيا وأرسل إلى النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في
إمارة أسامة فغلظ عليهم وأخذهم بالخروج فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد.
س8:ماذا قال ابو بكر الصديق رضوان الله علية الى اسامة عند خروج اسامة الى المعركة؟
وخرج أبو بكر رضي الله عنه يشيع أسامة والمسلمين فلما ركب أسامة من الجرف
في أصحابه - وهم ثلاثة آلاف رجل وفيهم ألف فرس - فسار أبو بكر رضي الله
عنه إلى جنب أسامة ساعة ثم قال أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ;
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيك، فانفذ لأمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فإني لست آمرك ولا أنهاك عنه وإنما أنا منفذ لأمر أمر به
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج سريعا فوطئ بلادا هادئة لم يرجعوا عن
الإسلام - جهينة وغيرها من قضاعة - فلما نزل وادي القرى قدم عينا له من
بني عذرة يقال له حريث، فخرج على صدر راحلته أمامه مغذا حتى انتهى إلى
أبنى ; فنطر إلى ما هناك وارتاد الطريق ثم رجع سريعا حتى لقي أسامة على
مسيرة ليلتين من أبنى، فأخبره أن الناس غارون ولا جموع لهم وأمره أن يسرع
السير قبل أن تجتمع الجموع وأن يشنها غارة.
وحدث هشام بن عاصم عن المنذر بن جهم قال قال بريدة لأسامة يا أبا محمد إني
شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أباك أن يدعوهم إلى الإسلام فإن
أطاعوه خيرهم وإن أحبوا أن يقيموا في دارهم ويكونوا كأعراب المسلمين ولا
شيء لهم في الفيء ولا الغنيمة إلا أن يجاهدوا مع المسلمين وإن تحولوا إلى
دار الإسلام كان لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. قال أسامة
هكذا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي، ولكن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرني، وهو آخر عهده إلي أن أسرع السير وأسبق الأخبار وأن أشن
الغارة عليهم بغير دعاء فأحرق وأخرب. فقال بريدة: سمعا وطاعة لأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
فلما انتهى إلى أبنى فنظر إليها منظر العين عبأ أصحابه وقال اجعلوها غارة
ولا تمنعوا في الطلب ولا تفترقو، واجتمعوا وأخفوا الصوت واذكروا الله في
أنفسكم وجردوا سيوفكم وضعوها فيمن أشرف لكم. ثم دفع عليهم الغارة فما نبح
كلب ولا تحرك أحد، وما شعروا إلا بالقوم قد شنوا عليهم الغارة ينادون
بشعارهم يا منصور أمت فقتل من أشرف له وسبى من قدر عليه وحرق في طوائفهم
بالنار وحرق منازلهم وحرثهم ونخلهم فصارت أعاصير من الدخاخين. وأجال الخيل
في عرصاتهم ولم يمعنوا في الطلب أصابوا ما قرب منهم وأقاموا يومهم ذلك في
تعبئة ما أصابوا من الغنائم. وكان أسامة خرج على فرس أبيه التي قتل عليها
أبوه يوم مؤتة كانت تدعى سبحة وقتل قاتل أبيه في الغارة خبره به بعض من
سبى ; وأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهم، وأخذ لنفسه مثل ذلك. فلما أمسوا أمر
الناس بالرحيل ومضى الدليل أمامه حريث العذري، فأخذوا الطريق التي جاءوا
منه، ودانوا ليلتهم حتى انتهوا بأرض بعيدة ثم طوى البلاد حتى انتهى إلى
وادي
القرى في تسع ليال ثم قصد بعد في السير فسار إلى المدينة، وما أصيب من
المسلمين أحد. فبلغ ذلك هرقل وهو بحمص فدعا بطارقته فقال هذا الذي حذرتكم
فأبيتم أن تقبلوه مني. قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر تغير عليكم ثم تخرج
من ساعتها ولم تكلم. قال أخوه سأقوم فأبعث رابطة تكون بالبلقاء فبعث رابطة
واستعمل عليهم رجلا من أصحابه فلم يزل مقيما حتى قدمت البعوث إلى الشام في
خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
واعترض
لأسامة في منصرفه قوم من أهل كثكث - قرية هناك - قد كانوا اعترضوا لأبيه
في بدأته فأصابوا من أطرافه فناهضهم أسامة بمن معه وظفر بهم وحرق عليهم
وساق نعما من نعمهم وأسر منهم أسيرين فأوثقهم، وهرب من بقي فقدم بهما
المدينة فضرب أعناقهما.
وبعث أسامة بن زيد بشيره من وادي القرى بسلامة المسلمين وأنهم
قد أغاروا على العدو فأصابوهم فلما سمع المسلمون بقدومهم خرج أبو بكر رضي
الله عنه في المهاجرين وخرج أهل المدينة حتى العواتق سرورا بسلامة أسامة
ومن معه من المسلمين ودخل يومئذ على فرسه سبحة كأنما خرجت من ذي خشب عليه
الدرع. واللواء أمامه يحمله بريدة، حتى انتهى به إلى المسجد فدخل فصلى
ركعتين وانصرف إلى بيته معه اللواء. وكان مخرجه من الجرف لهلال شهر ربيع
الآخر سنة إحدى عشرة فغاب خمسة وثلاثين يوم، عشرون في بدأته وخمسة عشر في
رجعته.
س11: ماهى اهم ملامح شخصية اسامة بن زيد رضى الله عنة؟
أهم ملامح شخصيته:
الجانب القيادي:
لكونه تربّى على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ربّاه النبي صلى
الله عليه وسلم على أن يكون قائدًا واكتشف عناصر هذه القيادة في شخصيته،
وقد كان رضي الله عنه دقيقًا في تنفيذ أوامر رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ويظهر ذلك من مواقفه المتعددة ومنها موقفه أثناء جمعه للزكاة، وبعد
ذلك يظهر موقفه عندما كان قائدا للجيش الذي غزا الروم في الشام، ومدى
الدقة التي التزم بها في تنفيذ تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فضلا عن ذلك فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خليق بالولاية
وأنه أهل لها، وقد نجح رضي الله عنه في مهمته التي انتدب لها أعظم نجاح
وأدى دوره على أفضل ما يكون الأداء.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمارته فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: "إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه
من قبل وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن
هذا لمن أحب الناس إلي بعده".
وعن الزهري قال كان أسامة بن زيد يخاطَب بالأمير حتى مات يقولون: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يلق أسامة قط إلا قال: السلام
عليك أيها الأميرورحمة الله وبركاته، أمير أمره رسول الله، ثم لم ينزعه
حتى مات.
ولقد أثبت أسامة رضي الله عنه في قيادة جيشه إلى الشام أنه ذو جَلَدٍ على
تحمل المشاق، وذو شجاعة فائقة، وعقيدة راسخة، وعقلية راجحة متبصرة
بالأحداث والنتائج، مما أكسبه سمعة عالية، وصيتًا وشهرة كبيرة بين
الصحابة، فقدروه وأحبوه، ولمسوا بأنفسهم مدى إصابة الحق في اختيار النبي
صلى الله عليه وسلم له في للإمارة.
س12:كيف كانت حياتة مع الرسول ومواقفة معة؟
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
روى الإمام أحمد بسنده عن عَائِشَةَ أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَثَرَ
بِأُسْكُفَّةِ أَوْ عَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ فَقَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِيطِي عَنْهُ أَوْ
نَحِّي عَنْهُ الْأَذَى قَالَتْ فَتَقَذَّرْتُهُ قَالَتْ فَجَعَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ ثُمَّ يَمُجُّهُ
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ
أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حَتَّى أُنْفِقَهُ.
بعثتها إليك لتشققها خمرًا بين نسائك:
روى مسلم بسنده عن ابن عمر قال رأى عمر عطاردا التميمي يقيم بالسوق حلة
سيراء وكان رجلا يغشى الملوك ويصيب منهم فقال عمر يا رسول الله إني رأيت
عطاردا يقيم في السوق حلة سيراء فلو اشتريتها فلبستها لوفود العرب إذا
قدموا عليك وأظنه قال ولبستها يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة فلما كان بعد
ذلك أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث
إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطى علي بن أبي طالب حلة وقال شققها خمرا بين
نسائك قال فجاء عمر بحلته يحملها فقال: يا رسول الله بعثت إلي بهذه وقد
قلت بالأمس في حلة عطارد ما قلت فقال إني لم ابعث بها إليك لتلبسها ولكني
بعثت بها إليك لتصيب بها، وأما أسامة فراح في حلته فنظر إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم نظرًا عرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر ما
صنع، فقال: يا رسول الله ما تنظر إلي فأنت بعثت إلي بهان فقال: "إني لم
أبعث إليك لتلبسها، ولكني بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين نسائك".
وعن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبطية كثيفة أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما لك لا تلبس القبطيه قلت كسوتها امرأتي فقال مرها فلتجعل
تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف عظامها.
رديفه في أسفاره:
عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح
من أعلى مكة على راحلته مردفًا أسامة بن زيد ومعه بلال ومعه عثمان بن طلحة
من الحجبة حتى أناخ في المسجد فأمره أن يأتي بمفتاح البيت ففتح ودخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومعه أسامة وبلال وعثمان فمكث فيها نهارا طويلا
ثم خرج فاستبق الناس وكان عبد الله بن عمر أول من دخل فوجد بلالا وراء
الباب قائما فسأله أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار له إلى
المكان الذي صلى فيه قال عبد الله فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة...
وعن أسامة بن زيد قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما
تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع
فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
وعنه رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر
وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما قال:
"أي يومين" قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس قال: "ذانك يومان تعرض فيهما
الأعمال على رب العالمين فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم".
وعنه رضي الله عنه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه
الكآبة فسألته ما له فقال لم يأتني جبريل منذ ثلاث قال فإذا جرو كلب بين
بيوته فأمر به فقتل فبدا له جبريل عليه السلام فبهش إليه رسول الله صلى
الله عليه وسلم حين رآه فقال لم تأتني فقال انا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا
تصاوير.
وعن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ثابت بن
الربيع وهو بالموت فناداه فلم يجبه فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: " لو سمعني لأجاب ما فيه عرق ولا هو يجد ألم الموت على جدته وبكى
النساء فنهاهن أسامة بن زيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهن
يبكين ما دام بين أظهرهن فإذا وجب فلا أسمعن صوت باكية.
ألاقي منك اليوم...
عن قيس بن أبي حازم قال قام أسامة بن زيد بعد مقتل أبيه بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدمعت عيناه ثم جاء من الغد فقام مقامه بالأمس فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم ألاقي منك اليوم ما لاقيت منك أمس.
ويدعو له صلى الله عليه وسلم:
عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه
وسلم هبطتُ وهبط الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أُصمت فلم يتكلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه علي
ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي.
س13: اذكر بعض مواقف اسامة بن زيد مع الصحابة رضوان الله عليهم جميعا؟
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
عن هشام بن عروة عن أبيه... لما فرض عمر بن الخطاب رضى الله عنه للناس فرض
لأسامة بن زيد خمسة آلاف ولابن عمر ألفين فقال ابن عمر فضلت عليّ أسامة
وقد شهدت ما لم يشهد فقال إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم منك وأبوه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك.
مع عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عن
هشام بن عروة عن أبيه قال تخلف عثمان وأسامة بن زيد عن بدر فبينا هم
يدفنون رقية سمع عثمان تكبيرا فقال يا أسامة ما هذا فنظروا فإذا زيد بن
حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء بشيرا بقتل المشركين
يوم بدر.
مع حكيم بن حزام رضي الله عنه:
عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال كان محمد النبي أحب الناس إلي في
الجاهلية فلما تنبأ وخرج إلى المدينة خرج حكيم بن حزام الموسم فوجد حلة
لذي يزن تُباع بخمسين درهما فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقدم بها عليه وأراده على قبضها فأبى عليه قال عبيد الله حسبت أنه
قال إنا لا نقبل من المشركين شيئا ولكن أخذناها بالثمن فأعطيتها إياه حتى
أتى المدينة فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئا قط أحسن منه فيها
يومئذ ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على أسامة فقال يا أسامة أنت
تلبس حلة ذي يزن قال نعم لأنا خير من ذي يزن ولأبي خير من أبيه ولأمي خير
من أمه قال حكيم فانطلقت إلى مكة أعجبهم بقول أسامة المستدرك للحاكم.
مع خلاد بن السائب رضي الله عنه:
عن خلاد بن السائب قال دخلت على أسامة بن زيد فمدحني في وجهي فقال إنه
حملني أن أمدحك في وجهك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا
مدح المؤمن في وجهه ربا الإيمان في قلبه"
س14: اذكر مواقف اسامة بن زيد مع التابعين رضوان الله عليهم؟
من مواقفه مع التابعين:
مع مروان بن الحكم
عن عبيد الله بن عبد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلى عند قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال تصلى إلى قبره فقال انى أحبه
فقال له قولا قبيحا ثم ادبر فانصرف أسامة فقال يا مروان انك آذيتنى واني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله يبغض الفاحش المتفحش وانك
فاحش متفحش.
س15: اثر اسامة بن زيد فى الاخرين؟
أثره في الآخرين:
روى عنه أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون من الصحابة والتابعين،
فممن روى عنه من الصحابة سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن
عباس، وأبو هريرة، وممن روى عنه من التابعين سعيد بن المسيب، وإبراهيم بن
سعد بن أبي وقاص، وعامر بن شرحبيل، وشقيق بن سلمة وغيرهم....
ويعلم مولاه عمليًا:
عن مولى أسامة بن زيد أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له
فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس فقال له مولاه: لم تصوم يوم الإثنين
ويوم الخميس وأنت شيخ كبير، فقال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان
يصوم يوم الإثنين ويوم الخميس وسئل عن ذلك فقال: "إن أعمال العباد تعرض
يوم الإثنين ويوم الخميس".
الأثر العالمي لبعث أسامة رضي الله عنه:
كان لهذا البعث أثرًا كبيرًا في تثبيت وتوطيد دعائم الدولة الإسلامية بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وارتداد الكثير من القبائل، وكان من شأنه
أن ألقى الفزع والهلع في قلوب القبائل العربية التي مرَّ عليها في شمال
الجزيرة العربية، وكانوا يقولون: لو لم يكن للمسلمين قوة تحمى المدينة وما
حولها ما بعثوا جيشًا إلى هذه المسافات البعيدة حتى وصل إلى تخوم الروم؛
ومن أجل ذلك كانت حركة الردة في تلك المناطق أضعف منها بكثير في أي
المناطق الأخرى.
س16: اذكر بعض الاحاديث التى رواها اسامة بن زيد عن رسول الله؟
بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري بسنده عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".
وفي البخاري بسنده أيضًا عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قمت
على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن
أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها
النساء".
روى مسلم في صحيحه عن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم".
وأحاديث أخرى كثيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم...
س17: ماذا تعرف عن اسامة والفتن التى تعرض لها؟
اسامة والفتنة
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية التزم أسامة حيادا مطلقا، كان يحب
عليا كثيرا ويبصر الحق بجانبه، ولكن كيف يقتل من قال لا اله الا الله...
وقد لامه الرسول في ذلك سابقا!...
فبعث الى علي يقول له: (انك لو كنت في شدق الأسد، لأحببت أن أدخل معك فيه،
ولكن هذا أمر لم أره)... ولزم داره طوال هذا النزاع، وحين جاءه البعض
يناقشونه في موقفه قال لهم: (لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا)...
فقال
أحدهم له: (ألم يقل الله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله
؟)... فأجاب أسامة: (أولئك هم المشركون، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة
وكان الدين لله)...
س18:كيف كانت وفاة اسمة بن زيد رضى الله عنة؟
وفاته رضي الله عنه
اعتزل أسامة بن زيد رضي الله عنه الفتن بعد مقتل عثمان رضي الله عنه إلى
أن مات في أواخر خلافة معاوية، وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن
وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف وصحح ابن عبد البر أنه مات
سنة 54 هـ، فيكون رضي الله عنه قد توفي عن 61 سنة.
الطائر المهاجر- مشرف المنتديات 2
- عدد المساهمات : 619
الموقع : https://wwwa.forum-canada.com
رد: سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين
1- من هو ابو بكر الصديق وماهو نسبه وكنيته ولقبه ومولده و فضائله ووصفه ؟
اسمه
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .
كنيته
ابو بكر
لقبه
عتيق والصديق لقب بالعتيق لانه كان جميلا لعتاقة وجهه قديم في الخير
وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك
ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه
صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء
وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد
أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك
نبي وصديق وشهيدان .
مولده وفضائله
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه
• فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
وصفه ؟
- كان أبو بكر رجلا أبيض خفيف العارضين لا يتمسك إزاره
(1) معروق الوجهة ناتئ الجبهة عاري الأشاجع
( 2 ) أقنى ( 3 ) غائر العينين حمش الساقين ( 4 ) ممحوص الفخذين ( 5 ) يخضب بالحناء والكتم
2- ماهي فضائله رضي الله عنه ؟
• ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال :
عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .
• ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى
البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى
الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده
فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن
يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت
متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا
يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .
• ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال
سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ
يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا
ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
• وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه
يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك
منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه
البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .
• ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال
عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي
من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب
الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل
الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام
وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من
ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن
تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .
• ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .
• ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما
ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى
إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد
يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض
فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار
فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في
أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ،
أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على
نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن
الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا
بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن
الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا
القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان
يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون
إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك
أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له :
إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى
مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا
ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ
أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين
لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت
الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا
أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك
جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .
3- ماهي اعماله ؟
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه
أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة
، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين
كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة
في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي
صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا
أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم
مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن
من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا
كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال
عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت
أنه الحق .
لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .
وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق
وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن
وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله
لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام
أحمد وغيره .
وفي عهده وقعت
وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي
الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد :
شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك
لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .
وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .
4- كيف كان زاهدا بالدنيا وورعا ؟
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا
عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال :
يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح
فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر
المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه
أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا
أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .
ورعـه :
كان
أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في
طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما
يقوم به من أعباء الخلافة
قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو
بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام
: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في
الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي
أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .
5- كيف كانت خلافته رضي الله عنه ؟
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله
عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال :
مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي
رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ
. قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ -
أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ،
فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!
وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني
أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا
أبا بكر .
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ،
فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر
. رواه البخاري ومسلم .
• وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .
• وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق
في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في
رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت
عريان .
وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .
• وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال :
فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟
قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك
؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء
أبدا . رواه الترمذي .
6- كيف كان ثاني اثنين في الغار مع الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي
الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار
فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .
ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي
بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من
أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة
بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا
أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر
الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو
كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت
لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر
: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل
يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل
عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .
7- كيف جهز جيوشه لنصرة الحق ؟
لمّا
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظمت مصيبة المسلمين والإسلام كثر
النفاق واشرأب المشركون وارتدت بعض القبائل، والبعض امتنع عن أداء الزكاة
فأسرع أبو بكر رضي الله عنه لمداركة هذا الأمر العظيم فأمر بتجهيز الجيوش
لقتال أهل الردة ومن منع الزكاة فتوجهت الجيوش وقاتلوا المرتدين، وقتل
مسيلمة الكذاب، وهرب طليحة بن خويلد إلى أرض الشام وكان ادعى النبوة ثم
أسلم في زمن عمر بن الخطاب، واستشهد من الصحابة نحو سبعمائة رجل أكثرهم من
القراء ثم جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه القرءان وهو أول من سماه
مصحفاً وقبل ذلك لم يكن مجموعا بل كان محفوظا في صدور القراء من الصحابة
ومكتوباً في صحف مطهرة متفرقة.
وفي السنة الثالثة عشرة جهز أبا عبيدة بن الجراح أميراً على جيوش بلاد الشام.
فكان المسلمون في وقعة اليرموك نحو ستة وثلاثين ألفاً، والعدو مائتان وأربعون ألفا.
وبينما هم في القتال حضر بريد من المدينة المنورة أخبر خالد بن الوليد أن
الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد توفي وولى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه فأسر خالد ذلك الخبر ولم يعلم أحدا لشغلهم بالقتال.
8- موعظة للخليفة الراشد أبو بكر الصديق
ورد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لمّا ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله
وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: "أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست
بخيركم، ولكنّ الله أنزل القرءان، وسن النبيّ صلى الله عليه وسلم السنن
فعلمنا، اعلموا أنّ أكيس الكيّس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور إن أقواكم
عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق،
أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت
فقوموني".
9- زواجه واولاده
- تزوج أبو بكر في الجاهلية ( قتيلة بنت سعد ) فولدت له عبد الله وأسماء .
أما عبد الله فإنه شهد يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه و سلم وبقي إلى
خلافة أبيه ومات في خلافته وترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر . وولد
لعبد الله اسماعيل فمات ولا عقب له . وأما أسماء فهي ذات النطاقين و هي
التي قطعت قطعة من نطاقها فربطت به على فم السفرة في الجراب التي صنعت
لرسول الله وأبي بكر عند قيامها بالهجرة وبذلك سميت ( ذات النطاقين ) وهي
أسن من عائشة . وكانت أسماء أشجع نساء الإسلام وأثبتهن جأشا وأعظمهن تربية
للولد على الشهامة وعزة النفس تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد ثم
طلقها فكانت مع ابنها عبد الله بن الزبير حتى قتل بمكة وعاشت مائة سنة حتى
عميت وماتت
وتزوج أبو بكر أيضا في الجاهلية ( أم رومان ) فولدت له عبد الرحمن وعائشة
زوجة رسول الله توفيت في حياة رسول الله في سنة ست من الهجرة فنزل رسول
الله قبرها واستغفر لها وكانت حية وقت حديث الإفك وحديث الإفك في سنة ست
فن شعبان فعبد الرحمن شقيق عائشة شهد بدرا وأحدا مع الكفار ودعا إلى
البراز فقام إليه أبو بكر ليبارزه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم
( متعنا بنفسك ) وكان شجاعا راميا أسلم في هدنة الحديبية وحسن إسلامه شهد
اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل وهو من أكابرهم وهو الذي قتل محكم اليمامة
بن الطفيل الذي كان من قواد بني حنيفة المشهورين رماه بسهم في نحره فقتله
كما سيأتي ذكر ذلك في موقعة اليمامة . وكان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر
وكان فيه دعابة . توفي فجأة بمكان اسمه حبش على نحو عشرة أميال من مكة
وحمل إلى مكة ودفن فيها وكان موته سنة 53 هجرية
وتزوج أبو بكر في الإسلام ( أسماء بنت عميس ) وكانت قبله عند جعفر بن أبي
طالب . فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر ثم
مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه مصر فقاتله صاحب معاوية
وظفر به فقتله وولد له القاسم
وتزوج أيضا في الإسلام ( حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي )
فولدت له جارية سمتها عائشة أم كلثوم . تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له
زكريا وعائشة ثم قتل عنها فتزوجها عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبي ربيعة
المخزومي
10- وفاته رضي الله عنه
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .
الحجرة الشريفة :
هي حجرة عائشة ا، دُفِن فيها النبي بعد وفاته.
ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق سنة 13 هـ
وكان قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رسول الله فلما
توفي حفر له وجعل رأسه عند كتفي رسول الله
فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته
11- الخاتمه
كان أبوبكر الصديق السند القوي للرسول والخليفة الأول وكان له من المواقف
والشواهد العديدة في سبيل الله وكان أول من صدق بالنبوة ولقب على أثر ذلك
بالصديق رضي الله عنه وأرضاه.
1- من هو ابو بكر الصديق وماهو نسبه وكنيته ولقبه ومولده و فضائله ووصفه ؟
اسمه
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .
كنيته
ابو بكر
لقبه
عتيق والصديق لقب بالعتيق لانه كان جميلا لعتاقة وجهه قديم في الخير
وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك
ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه
صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء
وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد
أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك
نبي وصديق وشهيدان .
مولده وفضائله
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه
• فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
وصفه ؟
- كان أبو بكر رجلا أبيض خفيف العارضين لا يتمسك إزاره
(1) معروق الوجهة ناتئ الجبهة عاري الأشاجع
( 2 ) أقنى ( 3 ) غائر العينين حمش الساقين ( 4 ) ممحوص الفخذين ( 5 ) يخضب بالحناء والكتم
2- ماهي فضائله رضي الله عنه ؟
• ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال :
عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .
• ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى
البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى
الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده
فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن
يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت
متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا
يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .
• ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال
سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ
يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا
ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
• وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه
يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك
منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه
البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .
• ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال
عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي
من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب
الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل
الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام
وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من
ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن
تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .
• ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .
• ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما
ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى
إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد
يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض
فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار
فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في
أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ،
أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على
نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن
الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا
بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن
الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا
القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان
يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون
إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك
أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له :
إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى
مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا
ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ
أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين
لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت
الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا
أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك
جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .
3- ماهي اعماله ؟
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه
أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة
، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين
كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة
في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي
صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا
أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم
مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن
من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا
كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال
عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت
أنه الحق .
لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .
وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق
وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن
وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله
لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام
أحمد وغيره .
وفي عهده وقعت
وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي
الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد :
شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك
لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .
وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .
4- كيف كان زاهدا بالدنيا وورعا ؟
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا
عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال :
يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح
فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر
المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه
أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا
أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .
ورعـه :
كان
أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في
طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما
يقوم به من أعباء الخلافة
قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو
بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام
: تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في
الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي
أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .
5- كيف كانت خلافته رضي الله عنه ؟
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله
عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال :
مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي
رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ
. قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ -
أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ،
فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!
وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني
أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا
أبا بكر .
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ،
فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر
. رواه البخاري ومسلم .
• وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .
• وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق
في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في
رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت
عريان .
وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .
• وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال :
فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟
قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك
؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء
أبدا . رواه الترمذي .
6- كيف كان ثاني اثنين في الغار مع الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي
الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار
فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .
ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .
ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي
بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من
أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة
بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا
أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر
الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو
كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت
لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر
: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل
يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل
عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .
7- كيف جهز جيوشه لنصرة الحق ؟
لمّا
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظمت مصيبة المسلمين والإسلام كثر
النفاق واشرأب المشركون وارتدت بعض القبائل، والبعض امتنع عن أداء الزكاة
فأسرع أبو بكر رضي الله عنه لمداركة هذا الأمر العظيم فأمر بتجهيز الجيوش
لقتال أهل الردة ومن منع الزكاة فتوجهت الجيوش وقاتلوا المرتدين، وقتل
مسيلمة الكذاب، وهرب طليحة بن خويلد إلى أرض الشام وكان ادعى النبوة ثم
أسلم في زمن عمر بن الخطاب، واستشهد من الصحابة نحو سبعمائة رجل أكثرهم من
القراء ثم جمع أبو بكر الصديق رضي الله عنه القرءان وهو أول من سماه
مصحفاً وقبل ذلك لم يكن مجموعا بل كان محفوظا في صدور القراء من الصحابة
ومكتوباً في صحف مطهرة متفرقة.
وفي السنة الثالثة عشرة جهز أبا عبيدة بن الجراح أميراً على جيوش بلاد الشام.
فكان المسلمون في وقعة اليرموك نحو ستة وثلاثين ألفاً، والعدو مائتان وأربعون ألفا.
وبينما هم في القتال حضر بريد من المدينة المنورة أخبر خالد بن الوليد أن
الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه قد توفي وولى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه فأسر خالد ذلك الخبر ولم يعلم أحدا لشغلهم بالقتال.
8- موعظة للخليفة الراشد أبو بكر الصديق
ورد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لمّا ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله
وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: "أما بعد أيها الناس قد وليت أمركم ولست
بخيركم، ولكنّ الله أنزل القرءان، وسن النبيّ صلى الله عليه وسلم السنن
فعلمنا، اعلموا أنّ أكيس الكيّس التقوى، وأن أحمق الحمق الفجور إن أقواكم
عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق،
أيها الناس إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت
فقوموني".
9- زواجه واولاده
- تزوج أبو بكر في الجاهلية ( قتيلة بنت سعد ) فولدت له عبد الله وأسماء .
أما عبد الله فإنه شهد يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه و سلم وبقي إلى
خلافة أبيه ومات في خلافته وترك سبعة دنانير فاستكثرها أبو بكر . وولد
لعبد الله اسماعيل فمات ولا عقب له . وأما أسماء فهي ذات النطاقين و هي
التي قطعت قطعة من نطاقها فربطت به على فم السفرة في الجراب التي صنعت
لرسول الله وأبي بكر عند قيامها بالهجرة وبذلك سميت ( ذات النطاقين ) وهي
أسن من عائشة . وكانت أسماء أشجع نساء الإسلام وأثبتهن جأشا وأعظمهن تربية
للولد على الشهامة وعزة النفس تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد ثم
طلقها فكانت مع ابنها عبد الله بن الزبير حتى قتل بمكة وعاشت مائة سنة حتى
عميت وماتت
وتزوج أبو بكر أيضا في الجاهلية ( أم رومان ) فولدت له عبد الرحمن وعائشة
زوجة رسول الله توفيت في حياة رسول الله في سنة ست من الهجرة فنزل رسول
الله قبرها واستغفر لها وكانت حية وقت حديث الإفك وحديث الإفك في سنة ست
فن شعبان فعبد الرحمن شقيق عائشة شهد بدرا وأحدا مع الكفار ودعا إلى
البراز فقام إليه أبو بكر ليبارزه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم
( متعنا بنفسك ) وكان شجاعا راميا أسلم في هدنة الحديبية وحسن إسلامه شهد
اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل وهو من أكابرهم وهو الذي قتل محكم اليمامة
بن الطفيل الذي كان من قواد بني حنيفة المشهورين رماه بسهم في نحره فقتله
كما سيأتي ذكر ذلك في موقعة اليمامة . وكان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر
وكان فيه دعابة . توفي فجأة بمكان اسمه حبش على نحو عشرة أميال من مكة
وحمل إلى مكة ودفن فيها وكان موته سنة 53 هجرية
وتزوج أبو بكر في الإسلام ( أسماء بنت عميس ) وكانت قبله عند جعفر بن أبي
طالب . فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر ثم
مات عنها فتزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه مصر فقاتله صاحب معاوية
وظفر به فقتله وولد له القاسم
وتزوج أيضا في الإسلام ( حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي )
فولدت له جارية سمتها عائشة أم كلثوم . تزوجها طلحة بن عبيد الله فولدت له
زكريا وعائشة ثم قتل عنها فتزوجها عبد الرحمن بن عبيد الله بن أبي ربيعة
المخزومي
10- وفاته رضي الله عنه
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .
الحجرة الشريفة :
هي حجرة عائشة ا، دُفِن فيها النبي بعد وفاته.
ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق سنة 13 هـ
وكان قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رسول الله فلما
توفي حفر له وجعل رأسه عند كتفي رسول الله
فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته
11- الخاتمه
كان أبوبكر الصديق السند القوي للرسول والخليفة الأول وكان له من المواقف
والشواهد العديدة في سبيل الله وكان أول من صدق بالنبوة ولقب على أثر ذلك
بالصديق رضي الله عنه وأرضاه.
الطائر المهاجر- مشرف المنتديات 2
- عدد المساهمات : 619
الموقع : https://wwwa.forum-canada.com
رد: سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
عثمان بن عفان
ذي النورين
"...ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة"
حديث شريف
من هو ؟؟
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، يجتمع نسبه مع رسول الله-صلى الله
عليه وسلم- في عبد مناف ، ولد في السنـة السادسة بعد عام الفيـل ، نشأ في بيت
كريم ذي مال وجاه ، وشب على حسن السيرة والعفة والحياء فكان محبوبا في قومه
أثيـرا لديهم
كيف اسلم ؟؟
كان -رضي الله عنه- من السابقين الى الاسلام اذ أسلم بدعوة من أبي بكر الصديق وتحمل في سبيل ذلك أذى كثيرا وظل ثابتا على عقيدته ، فقد أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطاً وقال أترغب عن ملّـة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّكَ أبداً حتى تدَعَ ما أنت عليه من هذا الديـن )فقال عثمان والله لا أدعه أبداً ولا أفارقه )فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه
فكان عثمان بن عفان ممن صلى الى القبلتين ، و هاجر الهجرتين : الأولى الى الحبشة والثانية الى المدينة المنورة ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة اختصه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي
ما هى اعظم صفاته ؟؟
قالت السيدة عائشة : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عمر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال اجمعي عليك ثيابك )فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرفقالت : فقلت يا رسول الله ، لم أرك فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !)فقال يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته )وقد قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة )
بماذا كان يلقب ؟
ذو النورين
تزوج عثمان -رضي الله عنه- من رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما توفيـت تزوج أختها أم كلثوم ولذلك سمي (ذي النورين) ، وعندما ماتت أم كلثوم تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته وقال والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوَّجتُكَها يا عثمان )
مناقبه
رويَ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث عدّة في ذِكْر مناقب عثمان منها (إن عثمان لأول من هاجر الى الله بأهله بعد لوط)....( إن الله عز وجل أوحى إليّ أن أزوج كريمتي من عثمان )...( من يُبغضُ عثمان أبغضه الله )
دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال يا بنيّة أحْسِني إلىأبي عبد الله فإنه أشبه أصحابي بي خُلُقاً )
أوائل
كان -رضي الله عنه- أوّل من هاجر الى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأول من شيَّد المسجد ، وأول من خطَّ المفصَّل ، وأول من ختم القرآن في ركعة
بئر رومة
أنفق الكثير من ماله الوفير لخدمة الاسلام والمسلمين ومن ذلك شرائه لبئر رومة ، فقد كانت هذه البئر لرجل يهودي في المدينة وكان يبيع ماءها ، فلما هاجر المسلمون الى المدينة تمنى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو يجد من بين أصحابه من يشتريها ليفيض ماؤها على المسلمين بغير ثمن وله الجنة ، فسارع عثمان -رضي الله عنه- الى اليهودي فاشتراها منه ووهبها للمسلمين
يوم الحديبية
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان الى قريش يوم الحديبية ، فقد بعثه الى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب ، وأنه إنما جاء زائراً لهذا البيت ومعظماً لحرمته ، فخرج عثمان الى مكة فلقيه أبَان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلّغ رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيانوعظماء قريش ، فبلغهم عن رسول الله ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليهم إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ) فقال ما كنت لأفعـل حتىيطوف به رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- ) واحتبسته قريش عندها ، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل ، فدعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الناس الى البيعة ، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، وفيها ضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال هذه يدُ عثمان )فقال الناس هنيئاً لعثمان
جيش العسرة
ولما حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تجهيز جيش غزوة تبوك الذي سمي بجيش العسرة ، سارع عثمان -رضي الله عنه- بتقديـم تسعمائة وأربعين بعيرا وستين فرسا أتم بها الألف فدعا له قائلا غفـر اللـه لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما هو كائـن الى يوم القيامة ( كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم )
كيف تولى الخلافه ؟
لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان -رضي الله عنه- وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين
ماهى انجازاته ؟؟
استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار توسيع المسجد الحرام وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية
الفتوحات
فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثمالأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين
الفتنة
في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان -رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحوالمدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شراوتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام
كيف استشهد ؟؟
وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا
الطائر المهاجر- مشرف المنتديات 2
- عدد المساهمات : 619
الموقع : https://wwwa.forum-canada.com
رد: سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
"أبو هريرة " رضي الله عنه "
نحن نمرر بين ايدينا صفحات من حياة صحابي جليل
نتعلم منه كيفية طلب العلم وبر الوالدين
و الالتزام بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم
نتعلم منه السماحة والهداية
نتعلم منه حب النبي
أنه ابو هريرة - رضي الله عنه راوى احاديث النبي - صلى الله عليه وسلم
وسيد الحفاظ
نبذة عنه
كان اسمه قبل إسلامه عبد شمس، فلما شرح الله صدره للإسلام سماه الرسول
عبدالله او عبد الرحمن على اختلاف الروايات، وكناه النبي ب أبى هر، ولهذه الكنية سبب طريف
حيث كان عبد الرحمن يعرف بعطفه الكبير على الحيوان وكانت له هرة (قطة) يحنو عليها، ويطعمها، ويرعاها
فكانت تلازمه وتذهب معه في كل مكان، فسمي بذلك أبا هريرة
وكان رسول الله ( يدعوه أبا هر، فيقول له خذ يا أبا هر)
لذلك عندما يقول له الصحابة يا ابا هريرة يقول لهم لا تكنونى يا ابى هريرة ولاكن كنونى بابى هر
فلقد كنانى النبي - صلى الله عليه ومسلم - بأبى هر والذكر خير من الانثي
كان ابا هريرة من اهل الصوفة واهل الصوفة كانوا فقراء وكانوا اضياف الاسلام
وكانوا يعيشون في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -
وكان النبي لا يأكل الصدقة فعندما تأتى اليه صدقة يقوم بارسالها لاهل الصوفة
وكان عندما تاتى اليه هدية كان يأكل ويشركهم معه
اسلامه
جاء ابا هريرة مع الطفيل بن عمرو الدوسي مع قبيلة دوس
واسلم ابى هريرة عام 7 هـ ؛ اى ضاع منه من الوقت 13 عاما في مكة و 7 اعوام بعد الهجرة
اى 20 عاما لم يلحق فيهما النبي - صلى الله عليه وسلم -
فكان يريد ان يعوض هذا العمر الذى فاته فبدأت صحبته بالنبي بعد عام خيبر
فكان يعيش في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يصحب النبي
- صلى الله عليه وسلم - علي شبع بطن فقط
ابى هريرة من اكثر من روى احاديث عن النبي
نحن نمرر بين ايدينا صفحات من حياة صحابي جليل
نتعلم منه كيفية طلب العلم وبر الوالدين
و الالتزام بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم
نتعلم منه السماحة والهداية
نتعلم منه حب النبي
أنه ابو هريرة - رضي الله عنه راوى احاديث النبي - صلى الله عليه وسلم
وسيد الحفاظ
نبذة عنه
كان اسمه قبل إسلامه عبد شمس، فلما شرح الله صدره للإسلام سماه الرسول
عبدالله او عبد الرحمن على اختلاف الروايات، وكناه النبي ب أبى هر، ولهذه الكنية سبب طريف
حيث كان عبد الرحمن يعرف بعطفه الكبير على الحيوان وكانت له هرة (قطة) يحنو عليها، ويطعمها، ويرعاها
فكانت تلازمه وتذهب معه في كل مكان، فسمي بذلك أبا هريرة
وكان رسول الله ( يدعوه أبا هر، فيقول له خذ يا أبا هر)
لذلك عندما يقول له الصحابة يا ابا هريرة يقول لهم لا تكنونى يا ابى هريرة ولاكن كنونى بابى هر
فلقد كنانى النبي - صلى الله عليه ومسلم - بأبى هر والذكر خير من الانثي
كان ابا هريرة من اهل الصوفة واهل الصوفة كانوا فقراء وكانوا اضياف الاسلام
وكانوا يعيشون في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -
وكان النبي لا يأكل الصدقة فعندما تأتى اليه صدقة يقوم بارسالها لاهل الصوفة
وكان عندما تاتى اليه هدية كان يأكل ويشركهم معه
اسلامه
جاء ابا هريرة مع الطفيل بن عمرو الدوسي مع قبيلة دوس
واسلم ابى هريرة عام 7 هـ ؛ اى ضاع منه من الوقت 13 عاما في مكة و 7 اعوام بعد الهجرة
اى 20 عاما لم يلحق فيهما النبي - صلى الله عليه وسلم -
فكان يريد ان يعوض هذا العمر الذى فاته فبدأت صحبته بالنبي بعد عام خيبر
فكان يعيش في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يصحب النبي
- صلى الله عليه وسلم - علي شبع بطن فقط
ابى هريرة من اكثر من روى احاديث عن النبي
روى ابا هريرة عن النبي - صلي الله عليه وسلم - 3574 حديث كل هذا في 4 سنوات
وحدث عن ابى هريرة 800 شخص من الصحابة والتابعين
وحدث عن ابى هريرة 800 شخص من الصحابة والتابعين
وكان يقول ابا هريرة في الحديث الذى رواه البخارى
ما كان احد من اصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - اكثر حديثا منى الا ما كان
من شأن عبدالله بن عمرو فأنه كان يكتب ولا أكتب
حياء ابا هريرة
ما كان احد من اصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - اكثر حديثا منى الا ما كان
من شأن عبدالله بن عمرو فأنه كان يكتب ولا أكتب
حياء ابا هريرة
كان ابا هريرة مفرغ حياته لطلب العلم على شبع البطن احيانا يعطيه النبي - صلى اله عليه وسلم -
بعض كسرات الخبز او بعض التمرات ياكلها ويكتفي بذلك ويطلب العلم على يد النبي - صلى الله عليه وسلم
بعض كسرات الخبز او بعض التمرات ياكلها ويكتفي بذلك ويطلب العلم على يد النبي - صلى الله عليه وسلم
فكان في بعض الاوقات يكون جائعا فكان يتعرض لأحدى الصحابا وكان حييا جدا
فكان يسأل الصحابي السؤال ويقول
( والله انا اعلم بأجابة السؤال واعلم اكثر منه بمئة مرة ولاكن كنت أسأله ربما يقول
لى قد يا اباهريرة أءتى معى حتى تأكل وتشرب ونتكلم سويا )
ولاكنه كان حييا
حياء ابا هريرة و فطانة عمر بن الخطاب
في يوم من الايام قابل ابا هريرة سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
فظل يكلمه ويحدثه ويكلمه ويحدثه
وسيدنا عمر واقفا يسمعه ولا يريد ان يقول له ان ينهى الكلام
الى ان ابا هريرة لم يلقي فائدة فقال لنفسه ان ينهى الكلام ويمشى
تانى يوم سيدنا عمر قابله و قال لابا هريرة
الا انى علمت ما تريد لاكن والله ما كان في البيت لقمة خبز فاذا كان عندنا طعاما لاطعمناك
" فكلنا نعلم سيدنا عمر بن الخطاب عنده فراسا وفهم لدرجة ان النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال كما عند احمد ( لو كان نبي بعدى لكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-)
وقال ايضا كما عند احمد بسند صحيح " ان الله اجر الحكمة على قلب ولسان عمر رضي الله عنه
لذلك سيدنا ابا هريرة دوم العفة العجيبة التى كانت عنده يقول ان كل انسان اعطانى هدية
فكنت اقبلها اما انا فلا أسأل شيئا ابدا حتى ان موت من الجوع لا اسأل الناس شيئا
ابا هريرة .. و بلوغه من من الجهل مبلغا
قال ابا هريرة انه في يوم من الايام بلغ به من الجهل مبلغا " كان جائعا جدا جدا"
فجلس في المسجد فسأل سيدنا ابو بكر الصديق - رضي الله عنه- سؤالا فجاوبه سيدنا ابو بكر ومشي
فسأل سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه فجاوبه سيدنا عمر
فلقي حبيبه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم فقال له النبي اتبعنى يا ابا هر
فأخذه الى البيت اول ما ذهب الى بيت النبي - صلى الله عليه وسلم-
فلقي عائشة تقول للنبى ان سيدة من الانصار ارسلت لك بضعت من اللبن
مفاجأة لم تكن في حسبان ابا هريرة...
فقال النبي - صلى اله عليه وسلم - يا ابا هريرة قد جائنا لبن
فقال ابا هريرة : الحمد لله
ففاجأه النبي - صلى الله عليه وسلم بمفاجأة لا يعمل ابا هريرة حساب لها
قال له النبي - صلى اله عليه وسلم- ادعولى اهل الصوفة
ابا هريرة : اهل الصوفة...!!!!! " كانوا في ذلك الوقت 70 فردا"
قال ابا هريرة : وما كان ليا من طاعة الرسول الله بدا
( اى انه لا يقدر ان يعصي كلمة لرسول الله ابدا - صلى الله عليه وسلم-)
فنادى ابا هريرة ال 70 فرد من اهل الصوفة
بركة النبي - صلى الله عليه وسلم-
فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الاناء وسم َ وبارك
فحلت بركة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاناء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابا هريرة اسقي القوم يا ابا هر
واذا بأول فرد يشرب والاناء كما هو والثانى والثالث الى ان شرب ال 70 فردا والاناء كما هو
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابا هريرة ما بقي الا انا وانت
قال : صدقت يا رسول الله قال : اشرب يا ابا هر قال ابا هريرة : فشربت
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - اشرب يا ابا هريرة قال : فشربت
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اشرب يا ابا هريرة
قال : والذى بعثك بالحق لا اجد له مسلك
فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم -
شهادة الرسول لابا هريرة بأنه احرص الناس على طلب العلم
حديث عن البخارى ان: ابا هريرة سأل النبي سؤالا قال له :
من اسعد الناس بشفاعتك يار سول الله
قال النبي : - صلى الله عليه وسلم- : يا ابا هريرة ما ظننت ان احدا ً
يسألنى هذا السؤال غيرك لما رأيت من حرصك على الحديث
اسعد الناس بشفاعتى يا ابا هريرة من قال " لا اله الا الله " خالصا من قلبه
في يوم من الايام قابل ابا هريرة سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
فظل يكلمه ويحدثه ويكلمه ويحدثه
وسيدنا عمر واقفا يسمعه ولا يريد ان يقول له ان ينهى الكلام
الى ان ابا هريرة لم يلقي فائدة فقال لنفسه ان ينهى الكلام ويمشى
تانى يوم سيدنا عمر قابله و قال لابا هريرة
الا انى علمت ما تريد لاكن والله ما كان في البيت لقمة خبز فاذا كان عندنا طعاما لاطعمناك
" فكلنا نعلم سيدنا عمر بن الخطاب عنده فراسا وفهم لدرجة ان النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال كما عند احمد ( لو كان نبي بعدى لكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-)
وقال ايضا كما عند احمد بسند صحيح " ان الله اجر الحكمة على قلب ولسان عمر رضي الله عنه
لذلك سيدنا ابا هريرة دوم العفة العجيبة التى كانت عنده يقول ان كل انسان اعطانى هدية
فكنت اقبلها اما انا فلا أسأل شيئا ابدا حتى ان موت من الجوع لا اسأل الناس شيئا
ابا هريرة .. و بلوغه من من الجهل مبلغا
قال ابا هريرة انه في يوم من الايام بلغ به من الجهل مبلغا " كان جائعا جدا جدا"
فجلس في المسجد فسأل سيدنا ابو بكر الصديق - رضي الله عنه- سؤالا فجاوبه سيدنا ابو بكر ومشي
فسأل سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه فجاوبه سيدنا عمر
فلقي حبيبه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم فقال له النبي اتبعنى يا ابا هر
فأخذه الى البيت اول ما ذهب الى بيت النبي - صلى الله عليه وسلم-
فلقي عائشة تقول للنبى ان سيدة من الانصار ارسلت لك بضعت من اللبن
مفاجأة لم تكن في حسبان ابا هريرة...
فقال النبي - صلى اله عليه وسلم - يا ابا هريرة قد جائنا لبن
فقال ابا هريرة : الحمد لله
ففاجأه النبي - صلى الله عليه وسلم بمفاجأة لا يعمل ابا هريرة حساب لها
قال له النبي - صلى اله عليه وسلم- ادعولى اهل الصوفة
ابا هريرة : اهل الصوفة...!!!!! " كانوا في ذلك الوقت 70 فردا"
قال ابا هريرة : وما كان ليا من طاعة الرسول الله بدا
( اى انه لا يقدر ان يعصي كلمة لرسول الله ابدا - صلى الله عليه وسلم-)
فنادى ابا هريرة ال 70 فرد من اهل الصوفة
بركة النبي - صلى الله عليه وسلم-
فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الاناء وسم َ وبارك
فحلت بركة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاناء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لابا هريرة اسقي القوم يا ابا هر
واذا بأول فرد يشرب والاناء كما هو والثانى والثالث الى ان شرب ال 70 فردا والاناء كما هو
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابا هريرة ما بقي الا انا وانت
قال : صدقت يا رسول الله قال : اشرب يا ابا هر قال ابا هريرة : فشربت
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - اشرب يا ابا هريرة قال : فشربت
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اشرب يا ابا هريرة
قال : والذى بعثك بالحق لا اجد له مسلك
فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم -
شهادة الرسول لابا هريرة بأنه احرص الناس على طلب العلم
حديث عن البخارى ان: ابا هريرة سأل النبي سؤالا قال له :
من اسعد الناس بشفاعتك يار سول الله
قال النبي : - صلى الله عليه وسلم- : يا ابا هريرة ما ظننت ان احدا ً
يسألنى هذا السؤال غيرك لما رأيت من حرصك على الحديث
اسعد الناس بشفاعتى يا ابا هريرة من قال " لا اله الا الله " خالصا من قلبه
اسباب رواية ابا هريرة للحديث .... معجزة للرسول
اولا : لانه كان متفرغا تماما لطلب العلم على يدى النبي - صلى الله عليه وسلم -
ثانيا :حديث رواه البخارى
أن سيدنا ابا هريرة قال : قولت يا رسول الله اسمع منك حديثا كثير فأنساه
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ابسط ردائك " ثوبك"
فبسط ابا هريرة ردائه " ثوبه"
فحدثه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال اجمع ردائك ؛ فجمعه
فقال له " فلا نسيت حرفا بعد اليوم"
رواية اخرى
يقول النبي لابا هريرة : الا تسألنى من تلك الغنائم التى يسألنى اصحابك
فقال : قلت يا رسول الله : اسألك ان تعلمنى مما علمك الله جل وعلى
فأخذ النبي تمرة كانت على ابا هريرة ووضعها بينه وبين ابا هريرة
ثم تكلم حتى استوعب ابا هريرة كل ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -
ثم قال اجمع ردائك فجمعه قال : فما سقط منى حرفاً بعد اليوم
رواية اخرى : ان ابا هريرة دعا دعوة جميلة جدا والنبي - صلى الله عليه وسلم - :
امن على الدعوة سيدنا ابا هريرة قال : اللهم انى اسألك علما لا ينسي فقال النبي -
صلى الله عليه وسلم - : امين
فحفظ ابا هريرة كانت معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم
بر ابا هريرة ب أمه...وبكائه
حديث رواه مسلم : كانت ام ابا هريرة لم تسلم بعد
قال : كنت ادعوى امى الى الاسلام فتأبى عليا
فقال : دعوتها يوما للاسلام فاسمعتنى في النبي ما اكره فكان ابا هريرة لم يتحمل
لان منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم -
عنده اعلى من منزلة امه والناس كلها فذهب ابا هريرة الى النبي - صلى الله عليه وسلم -
يبكى بين يديه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : ما بك يا ابا هر
قال : شر يا رسول الله ؛ كنت ادعو امى الى الاسلام فتابى عليا
فدعوتها اليوم الى الاسلام فأسمعتنى فيك ما اكره يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
هداية ام ابا هريرة ... دعوة من رسول -صلى الله عليه وسلم-
ثم قال ابا هريرة للنبى - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله :انك مباركا ومجاب الدعوة
الا تدعو الله ان يهدى ام ابا هريرة
فقام النبي - صلى اله عليه وسلم - وقال : اللهم اهدى ام ابا هريرة
فأخد الدعوة ابا هريرة وجرى على امه مستبشرا بدعوة رسول الله - صى الله عليه وسلم -
قال : فلما وصلت الى البيت فأذا ب الباب مجاف " اى مغلق"
قال : فسمعت خطخطت الماء " سمع صوت امه وهى تتوضأ"
قال : فعجلت بدرعها وخمارها ثم فتحت الباب وهى تبتسم قالت : يا ابا هريرة
فقلت : اجل يا اماه " كنت امه شديدة شيئا ما "
قالت : اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فبكى ابا هريرة من شدة الفرح
وعاد الى النبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى
وقال : ابشر يا رسول الله فلقد استجاب الله دعائك
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - خيراً
حب المؤمنين ل ابا هريرة وامه ... دعوة من الرسول
فقال ابا هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله
الا تدعو الله ان يحببنى وامى الى المؤمنين وان يحبب المؤمنين الينا
فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال :
اللهم حبب عبيدك هذا وامه الى المؤمنين وحبب المؤمنين اليهم
يقول ابا هريرة : فا والله لا يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة الا وقد احبنى انا وامى
ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم-
إمارته للبحرين
وعاش - رضي الله عنه- عابدا ومجاهدا، لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة
وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- ولاه إمارة البحرين
وكان عمر -رضي الله عنه- إذا ولى أحدا الخلافة راقب ماله، فإذا زاد ثراءه ساءله عنه وحاسبه
وهذا ما حدث مع أبي هريرة، فقد ادخر مالا حلالا له وعلم عمر بذلك فأرسل في طلبه
يقول أبو هريرة: قال لي عمر: (يا عدو الله، وعدو كتابه، أسرقت مال الله)
قلت: (ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو من عاداهما، ولا أنا من يسرق مال الله)
قال فمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف؟) قلت خيل لي تناسلت، وعطايا تلاحقت)
قال عمر: (فادفعها إلى بيت مال المسلمين)
ودفع أبو هريرة المال إلى عمر ثم رفع يديه إلى السماء وقال:
(اللهم اغفر لأمير المؤمنين)
وبعد حين دعا عمر أبا هريرة، وعرض عليه الولاية من جديد، فأباها واعتذر عنها
وعندما سأله عمر عن السبب قال:
(حتى لا يشتم عرضي، ويؤخذ مالي، ويضرب ظهري)
ثم قال: (وأخاف أن أقضي بغير علم، وأقول بغير حلم
موت النبي ... وحزن ابا هريرة الشديد
تمر الايام الجميلة ويموت النبي - صلى الله عليه وسلم -
ويحزن عليه ابا هريرة حزنا شديدا
لدرجة انه عندما يحدث بعد ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبكى
كان يقول حدثنى ابا القاسم ويبكى ..حدثنى ابا القاسم ويبكى
وكان في بعض الاوقات من شدة حبه للنبي - صلى الله عليه وسلم- لا يقدر ان يكمل حديثه عنه
اسغراب الصحابة لكثرة الاحاديث التى رواها ابا هريرة
وكان الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم
يأتون ابا هريرة حتى يحدثهم بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم-
وهم نفسهم كانوا يستغربون من كثرة الاحاديث التى كانت يرويها ابا هريرة
- رضي الله عنه وارضاه-
في حديث عن البخارى ومسلم : يقول ابا هريرة عن نفسه :
يقولون ان ابا هريرة يكثر الحديث وما بال الانصار و المهاجرين
لا يحدثون مثل ما يحدث ابا هريرة
فقال لهم ابا هريرة :
انى اخوانى من الانصار كان يشغلهم عمل اموالهم واخوانى من المهاجرين
كان يشغلهم صفقاتهم بالسوق اما انا فكنت امرءاً مسكينا
كنت اصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - على شبع بطنى
فكنت احضر حين يغيبون
واسمع ما لا يسمعون وذكر لهم حديثه مع النبي - صلى الله عليه وسلم
حين قال له يا رسول الله انى اسمع منك حديثا كثيرا فانساه وقال لهم
وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا
هي: {...إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي
الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
اساليب جميلة للدعوة ....وميراث النبي - صلى الله عليه وسلم-
كان يوما يمر ابا هريرة على الاسواق فرأى التجار مشغلين جدا جدا بالبيع والشراء والدرهم والدينار
فقال : سبحان الله ما اعجزكم يا اهل المدينة تشغلون بالبيع والشراء والطعام والشراب
وتتركون ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم الان في المسجد ...!!!
قالوا : هل حقيقة ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم
قال لهم : نعم والله انه يقسم الان في المسجد اذهبوا حتى تلحقون من نصيبكم..!!
فترك الكل ما بيدهم وجروا نحو مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- دخلوا المسجد فلم يروا شيئا
كل ما رأوه هو اشخاص في حلقة وواحدا ً يعلمهم سنة النبى- صلى الله عليه وسلم-
فخرجوا وقالوا ان ابا هريرة كان يسخر بنا ورجعوا وقالوا يا ابا هريرة : اتسخر بنا ..؟!!
قال لهم : ماذا بكم..؟
قالوا : اتقول لنا ان ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم-
يوزع ونذهب لم نلقي شيئا ... قال لهم : فماذا وجدوا
قالوا : وجدنا رجل يجلس في حلقة يعلم الناس سنة النبي - صلى الله عليه وسلم-
قال لهم : هذا هو ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم -
الم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم - وان الانبياء لم يورثوا درهما ولا ديناراً
انما يورثوا العلم فمن اخذه ؛ اخذ بحظا وافرً
هذا هو ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم
ابا هريرة ضيف ابو عثمان المهدى..وشىء غريب
كان رجل يدعى ابو عثمان المهدى
كان يقول تضيفت ابا هريرة اسبوعا كاملا عندى " ابا هريرة وزوجته والخادم"
فقال ابو عثمان المهدى لاحظت شىء غريب يفعلوها هم الثلاثة يقسمون الليل ثلاثة اقسام
واحد يقوم يصلى ثلث الليل " قيام الليل" وبعد ذلك يصحى لاثنين الباقيين
وواحد يقوم يصلى الثلث الثانى وبعد ذلك يصحى الثالث ويصلى الثلث الثالث
وبعد ذلك يقوموا هم الثلاثة يصلون صلاة الفجر
تسبيح ابا هريرة
كان ابا هريرة يسبح كل يوم وهو يقول: كنت اسبح في اليوم 12000 تسبيحة"
اثنى عشر الف تسبيحة"
ويقول هذه بقدر ديتى " كانه يريد ان يفدى نفسه مثلا فهذه فديته"
ابا هريرة وسماحته ..مع الجارية
كان ابا هريرة عنده جارية " زنجية"ففي يوم من الايام
فعلت شىء فزعلت زوجة ابا هريرة فأخذ ابا هريرة " الكرباج" وهيضربها
فتذكر القصاص يوم القيامة قال لها : والله لولا القصاص لأذيتك
لاكن سوف افعل شىء يعطينى الله بها حقي يوم القيامة ان شاء الله
" لقد اعتقتك لوجه الله"
موت ابا هريرة
بعد حياة جميلة مليئة بالطاعة ينام ابا هريرة على فراش الموت
وهو كان يشعر بقرب اجله حتى اذا راى جنازة كان يقول :
اغضوا فان راحون او فأن رائحون وروحوا فأن غاضون
وفي يوم من الايام : يبكى ابا هريرة وهوعلى فراش الموت
ويسألونه لماذا تبكى يا ابا هريرة
قال لهم : والله ما ابكى على دنياكم ؛ ولاكنى ابكى على
بعدى سفرى
وعلى قلة زادى وانى اصبحت في ممر المهبط منه أما الى الجنة اما الى النار
ولا ادرى أيأمر بي الى الجنة ام الى النار
وعن ثماني وسبعين سنة مات ابا هريرة - رضي الله عنه -
في العام التاسع والخمسين للهجرة
وتبوأ جثمانه الكريم مكانا مباركا بين ساكني البقيع الأبرار
ثانيا :حديث رواه البخارى
أن سيدنا ابا هريرة قال : قولت يا رسول الله اسمع منك حديثا كثير فأنساه
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ابسط ردائك " ثوبك"
فبسط ابا هريرة ردائه " ثوبه"
فحدثه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال اجمع ردائك ؛ فجمعه
فقال له " فلا نسيت حرفا بعد اليوم"
رواية اخرى
يقول النبي لابا هريرة : الا تسألنى من تلك الغنائم التى يسألنى اصحابك
فقال : قلت يا رسول الله : اسألك ان تعلمنى مما علمك الله جل وعلى
فأخذ النبي تمرة كانت على ابا هريرة ووضعها بينه وبين ابا هريرة
ثم تكلم حتى استوعب ابا هريرة كل ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -
ثم قال اجمع ردائك فجمعه قال : فما سقط منى حرفاً بعد اليوم
رواية اخرى : ان ابا هريرة دعا دعوة جميلة جدا والنبي - صلى الله عليه وسلم - :
امن على الدعوة سيدنا ابا هريرة قال : اللهم انى اسألك علما لا ينسي فقال النبي -
صلى الله عليه وسلم - : امين
فحفظ ابا هريرة كانت معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم
بر ابا هريرة ب أمه...وبكائه
حديث رواه مسلم : كانت ام ابا هريرة لم تسلم بعد
قال : كنت ادعوى امى الى الاسلام فتأبى عليا
فقال : دعوتها يوما للاسلام فاسمعتنى في النبي ما اكره فكان ابا هريرة لم يتحمل
لان منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم -
عنده اعلى من منزلة امه والناس كلها فذهب ابا هريرة الى النبي - صلى الله عليه وسلم -
يبكى بين يديه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : ما بك يا ابا هر
قال : شر يا رسول الله ؛ كنت ادعو امى الى الاسلام فتابى عليا
فدعوتها اليوم الى الاسلام فأسمعتنى فيك ما اكره يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
هداية ام ابا هريرة ... دعوة من رسول -صلى الله عليه وسلم-
ثم قال ابا هريرة للنبى - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله :انك مباركا ومجاب الدعوة
الا تدعو الله ان يهدى ام ابا هريرة
فقام النبي - صلى اله عليه وسلم - وقال : اللهم اهدى ام ابا هريرة
فأخد الدعوة ابا هريرة وجرى على امه مستبشرا بدعوة رسول الله - صى الله عليه وسلم -
قال : فلما وصلت الى البيت فأذا ب الباب مجاف " اى مغلق"
قال : فسمعت خطخطت الماء " سمع صوت امه وهى تتوضأ"
قال : فعجلت بدرعها وخمارها ثم فتحت الباب وهى تبتسم قالت : يا ابا هريرة
فقلت : اجل يا اماه " كنت امه شديدة شيئا ما "
قالت : اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فبكى ابا هريرة من شدة الفرح
وعاد الى النبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى
وقال : ابشر يا رسول الله فلقد استجاب الله دعائك
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - خيراً
حب المؤمنين ل ابا هريرة وامه ... دعوة من الرسول
فقال ابا هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله
الا تدعو الله ان يحببنى وامى الى المؤمنين وان يحبب المؤمنين الينا
فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال :
اللهم حبب عبيدك هذا وامه الى المؤمنين وحبب المؤمنين اليهم
يقول ابا هريرة : فا والله لا يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة الا وقد احبنى انا وامى
ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم-
إمارته للبحرين
وعاش - رضي الله عنه- عابدا ومجاهدا، لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة
وفي خلافة عمر -رضي الله عنه- ولاه إمارة البحرين
وكان عمر -رضي الله عنه- إذا ولى أحدا الخلافة راقب ماله، فإذا زاد ثراءه ساءله عنه وحاسبه
وهذا ما حدث مع أبي هريرة، فقد ادخر مالا حلالا له وعلم عمر بذلك فأرسل في طلبه
يقول أبو هريرة: قال لي عمر: (يا عدو الله، وعدو كتابه، أسرقت مال الله)
قلت: (ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو من عاداهما، ولا أنا من يسرق مال الله)
قال فمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف؟) قلت خيل لي تناسلت، وعطايا تلاحقت)
قال عمر: (فادفعها إلى بيت مال المسلمين)
ودفع أبو هريرة المال إلى عمر ثم رفع يديه إلى السماء وقال:
(اللهم اغفر لأمير المؤمنين)
وبعد حين دعا عمر أبا هريرة، وعرض عليه الولاية من جديد، فأباها واعتذر عنها
وعندما سأله عمر عن السبب قال:
(حتى لا يشتم عرضي، ويؤخذ مالي، ويضرب ظهري)
ثم قال: (وأخاف أن أقضي بغير علم، وأقول بغير حلم
موت النبي ... وحزن ابا هريرة الشديد
تمر الايام الجميلة ويموت النبي - صلى الله عليه وسلم -
ويحزن عليه ابا هريرة حزنا شديدا
لدرجة انه عندما يحدث بعد ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبكى
كان يقول حدثنى ابا القاسم ويبكى ..حدثنى ابا القاسم ويبكى
وكان في بعض الاوقات من شدة حبه للنبي - صلى الله عليه وسلم- لا يقدر ان يكمل حديثه عنه
اسغراب الصحابة لكثرة الاحاديث التى رواها ابا هريرة
وكان الصحابة بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم
يأتون ابا هريرة حتى يحدثهم بأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم-
وهم نفسهم كانوا يستغربون من كثرة الاحاديث التى كانت يرويها ابا هريرة
- رضي الله عنه وارضاه-
في حديث عن البخارى ومسلم : يقول ابا هريرة عن نفسه :
يقولون ان ابا هريرة يكثر الحديث وما بال الانصار و المهاجرين
لا يحدثون مثل ما يحدث ابا هريرة
فقال لهم ابا هريرة :
انى اخوانى من الانصار كان يشغلهم عمل اموالهم واخوانى من المهاجرين
كان يشغلهم صفقاتهم بالسوق اما انا فكنت امرءاً مسكينا
كنت اصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - على شبع بطنى
فكنت احضر حين يغيبون
واسمع ما لا يسمعون وذكر لهم حديثه مع النبي - صلى الله عليه وسلم
حين قال له يا رسول الله انى اسمع منك حديثا كثيرا فانساه وقال لهم
وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا
هي: {...إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي
الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ
اساليب جميلة للدعوة ....وميراث النبي - صلى الله عليه وسلم-
كان يوما يمر ابا هريرة على الاسواق فرأى التجار مشغلين جدا جدا بالبيع والشراء والدرهم والدينار
فقال : سبحان الله ما اعجزكم يا اهل المدينة تشغلون بالبيع والشراء والطعام والشراب
وتتركون ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم - قسم الان في المسجد ...!!!
قالوا : هل حقيقة ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم
قال لهم : نعم والله انه يقسم الان في المسجد اذهبوا حتى تلحقون من نصيبكم..!!
فترك الكل ما بيدهم وجروا نحو مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- دخلوا المسجد فلم يروا شيئا
كل ما رأوه هو اشخاص في حلقة وواحدا ً يعلمهم سنة النبى- صلى الله عليه وسلم-
فخرجوا وقالوا ان ابا هريرة كان يسخر بنا ورجعوا وقالوا يا ابا هريرة : اتسخر بنا ..؟!!
قال لهم : ماذا بكم..؟
قالوا : اتقول لنا ان ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم-
يوزع ونذهب لم نلقي شيئا ... قال لهم : فماذا وجدوا
قالوا : وجدنا رجل يجلس في حلقة يعلم الناس سنة النبي - صلى الله عليه وسلم-
قال لهم : هذا هو ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم -
الم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم - وان الانبياء لم يورثوا درهما ولا ديناراً
انما يورثوا العلم فمن اخذه ؛ اخذ بحظا وافرً
هذا هو ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم
ابا هريرة ضيف ابو عثمان المهدى..وشىء غريب
كان رجل يدعى ابو عثمان المهدى
كان يقول تضيفت ابا هريرة اسبوعا كاملا عندى " ابا هريرة وزوجته والخادم"
فقال ابو عثمان المهدى لاحظت شىء غريب يفعلوها هم الثلاثة يقسمون الليل ثلاثة اقسام
واحد يقوم يصلى ثلث الليل " قيام الليل" وبعد ذلك يصحى لاثنين الباقيين
وواحد يقوم يصلى الثلث الثانى وبعد ذلك يصحى الثالث ويصلى الثلث الثالث
وبعد ذلك يقوموا هم الثلاثة يصلون صلاة الفجر
تسبيح ابا هريرة
كان ابا هريرة يسبح كل يوم وهو يقول: كنت اسبح في اليوم 12000 تسبيحة"
اثنى عشر الف تسبيحة"
ويقول هذه بقدر ديتى " كانه يريد ان يفدى نفسه مثلا فهذه فديته"
ابا هريرة وسماحته ..مع الجارية
كان ابا هريرة عنده جارية " زنجية"ففي يوم من الايام
فعلت شىء فزعلت زوجة ابا هريرة فأخذ ابا هريرة " الكرباج" وهيضربها
فتذكر القصاص يوم القيامة قال لها : والله لولا القصاص لأذيتك
لاكن سوف افعل شىء يعطينى الله بها حقي يوم القيامة ان شاء الله
" لقد اعتقتك لوجه الله"
موت ابا هريرة
بعد حياة جميلة مليئة بالطاعة ينام ابا هريرة على فراش الموت
وهو كان يشعر بقرب اجله حتى اذا راى جنازة كان يقول :
اغضوا فان راحون او فأن رائحون وروحوا فأن غاضون
وفي يوم من الايام : يبكى ابا هريرة وهوعلى فراش الموت
ويسألونه لماذا تبكى يا ابا هريرة
قال لهم : والله ما ابكى على دنياكم ؛ ولاكنى ابكى على
بعدى سفرى
وعلى قلة زادى وانى اصبحت في ممر المهبط منه أما الى الجنة اما الى النار
ولا ادرى أيأمر بي الى الجنة ام الى النار
وعن ثماني وسبعين سنة مات ابا هريرة - رضي الله عنه -
في العام التاسع والخمسين للهجرة
وتبوأ جثمانه الكريم مكانا مباركا بين ساكني البقيع الأبرار
الطائر المهاجر- مشرف المنتديات 2
- عدد المساهمات : 619
الموقع : https://wwwa.forum-canada.com
رد: سلسلة تاريخ الصحابة سؤال وجواب (متجدد باذن الله تعالي )
جعفر بن ابي طالب ( ذو الجناحين ) رضي الله عنة
من هو جعفر بن ابي طالب ؟
جعفر بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي ابن عم رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-، أخو علي بن أبي طالب، وأكبر منه بعشر سنين وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم خلقاً وخلقاً
متي اسلم الصحابي الجليل ؟
أسلم قبل دخول النبـي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين بعد واحد وثلاثين انساناً وأسلمـت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميـس. وحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وغبطة
الي اين هاجر جعفر بن عبد المطلب ؟
هاجر الي الحبشة بعدما اذن لهم الرسول صلي الله علية وسلم بالهجرة خرج جعفر وزوجـه حيث لبثا بها سنين عدة، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة.
وما قصة هجرتة للحبشة ؟
ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، قرروا أن يبعثوا عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص محملين بالهدايا للنجاشي وبطارقته عله يخرج المسلمين من دياره... وحط الرسولان رحالهما بالحبشة، ودفعوا لكل بطريق بهديته وقالوا له ما يريدون من كيد بالمسلمين، ثم قدما إلى النجاشي هداياه وطلبا الأذن برؤياه.
وقالا له: (أيها الملك، انه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه).
فأرسل النجاشي صاحب الإيمان العميق والسيرة العادلة إلى المسلمين وسألهم: (ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من الملل؟).
فكان الذي اختاره المسلمين للكلام جعفر -رضي الله عنه- فقال: (أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار... فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا الى عبادة الأوثان، فخرجنا الى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك).
فقال النجاشي: (هل معك مما جاء به الله من شئ)... فقال له جعفر: (نعم)... وقرأ عليه من صدر سورة مريم، فبكى النجاشي وبكت أساقفته، ثم قال النجاشي: (إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة! انطلقا. فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون).
وفي اليوم التالي كاد مبعوثي قريش للمسلمين مكيدة أخرى، اذ قال عمرو للنجاشي: (أيها الملك انهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما، فأرسل اليهم فسلهم عما يقولون).
فأرسل الى المسلمين يسألهم فلما أتوا اليه، أجاب جعفر -رضي الله عنه-: (نقول فيه الذي جاءنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم- فهو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها الى مريم العذراء البتول).
فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا قول الحق ومنح المسلمين الأمان الكامل في بلده، ورد على الكافرين هداياهم.
متي عاد رضي الله عنة من الحبشة وماذا قال لة الرسول صلي الله علية وسلم ؟
قدم جعفر بن أبي طالب وأصحابه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح خيبر، حملهم النجاشي في سفينتين، فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين عينيه والتزمه وقال: (ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر!).
وامتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من أنباء اخوانه المسلمين الذين خاضوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر وأحد وغيرهما.
ماذا قالو عن الصحابي الجليل ؟
- أشبهتَ خلقي وخُلُقي ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسميه (أبا المساكين).
- إن كنتُ لألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لاستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيُطعمني، وكان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيُطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليُخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَقُ ما فيها ( أبو هريرة رضي الله عنة ).
- على مثل جعفر فلتبكِ البواكي ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
- ما احتذى النِّعَال ولا ركب المطَايا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من جعفر ( أبو هريرة رضي الله عنة ).
- قال عبد الله بن جعفر: (كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني وقلت له: بحقِّ جعفر؟! إلا أعطاني)
- وكان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر قال: (السلام عليك يا ابن ذي الجناحين).
- وعندما اضطر الامام علي رضي اله عنة ان يفخر فضائلة فقال
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي مشوب لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فمن منكم له سهم كسهمي
متي استشهد ؟
وفي غزوة مؤتة في جمادي الأول سنة ثمان كان لجعفر -رضي الله عنه- موعدا مع الشهادة،
ما هي قصة استشهاد جعفر بن ابي طالب رضي اله عنة ؟
فقد استشهد زيد بن حارثة -رضي الله عنه- وأخذ جعفر الراية بيمينه وقاتل بها حتى اذا ألحمه القتال رمى بنفسه عن فرسه وعقرها ثم قاتل الروم حتى قتل وهو يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها
والروم روم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها
علي اذ لاقيتها ضرابها
أن جعفر -رضي الله عنه- أخذ الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى قتل، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء.
كيف كان الحزن علي الصاحبي الجليل ؟
تقول السيدة عائشة: (لمّا أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحزن)... فعندما أتاه نعي جعفر دخل الرسول الكريم على امرأته أسماء بنت عُميس وقال لها: (ائتني ببني جعفر).
فأتت بهم فشمّهم ودمعت عيناه فقالت: (يا رسول الله بأبي وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابـه شيء؟)... فقال: (نعم أصيبـوا هذا اليوم)... فقامت تصيحُ.
ودخلت فاطمـة وهي تبكي وتقول: (وَاعمّاه!!)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي)... ورجع الرسول إلى أهله فقال: (لا تغفلوا آلَ جعفر، فإنّهم قد شُغِلوا).
وقد دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ذلك همٌّ شديد حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أن الله تعالى قد جعل لجعفر جَناحَين مضرّجَيْنِ بالدم، يطير بهما مع الملائكة لذلك سُمي ذو الجناحين او جعفر الطيار .
رضي الله عن الصحابة اجمعين وصلي الله علي نبية واله وسلم اجمعين
من هو جعفر بن ابي طالب ؟
جعفر بن أبي طالب، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي ابن عم رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-، أخو علي بن أبي طالب، وأكبر منه بعشر سنين وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم خلقاً وخلقاً
متي اسلم الصحابي الجليل ؟
أسلم قبل دخول النبـي -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين بعد واحد وثلاثين انساناً وأسلمـت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميـس. وحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وغبطة
الي اين هاجر جعفر بن عبد المطلب ؟
هاجر الي الحبشة بعدما اذن لهم الرسول صلي الله علية وسلم بالهجرة خرج جعفر وزوجـه حيث لبثا بها سنين عدة، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة.
وما قصة هجرتة للحبشة ؟
ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، قرروا أن يبعثوا عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص محملين بالهدايا للنجاشي وبطارقته عله يخرج المسلمين من دياره... وحط الرسولان رحالهما بالحبشة، ودفعوا لكل بطريق بهديته وقالوا له ما يريدون من كيد بالمسلمين، ثم قدما إلى النجاشي هداياه وطلبا الأذن برؤياه.
وقالا له: (أيها الملك، انه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه).
فأرسل النجاشي صاحب الإيمان العميق والسيرة العادلة إلى المسلمين وسألهم: (ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من الملل؟).
فكان الذي اختاره المسلمين للكلام جعفر -رضي الله عنه- فقال: (أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار... فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا الى عبادة الأوثان، فخرجنا الى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك).
فقال النجاشي: (هل معك مما جاء به الله من شئ)... فقال له جعفر: (نعم)... وقرأ عليه من صدر سورة مريم، فبكى النجاشي وبكت أساقفته، ثم قال النجاشي: (إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة! انطلقا. فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون).
وفي اليوم التالي كاد مبعوثي قريش للمسلمين مكيدة أخرى، اذ قال عمرو للنجاشي: (أيها الملك انهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما، فأرسل اليهم فسلهم عما يقولون).
فأرسل الى المسلمين يسألهم فلما أتوا اليه، أجاب جعفر -رضي الله عنه-: (نقول فيه الذي جاءنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم- فهو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها الى مريم العذراء البتول).
فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا قول الحق ومنح المسلمين الأمان الكامل في بلده، ورد على الكافرين هداياهم.
متي عاد رضي الله عنة من الحبشة وماذا قال لة الرسول صلي الله علية وسلم ؟
قدم جعفر بن أبي طالب وأصحابه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح خيبر، حملهم النجاشي في سفينتين، فقبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين عينيه والتزمه وقال: (ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر!).
وامتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من أنباء اخوانه المسلمين الذين خاضوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- غزوة بدر وأحد وغيرهما.
ماذا قالو عن الصحابي الجليل ؟
- أشبهتَ خلقي وخُلُقي ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسميه (أبا المساكين).
- إن كنتُ لألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لاستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيُطعمني، وكان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيُطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليُخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَقُ ما فيها ( أبو هريرة رضي الله عنة ).
- على مثل جعفر فلتبكِ البواكي ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ).
- ما احتذى النِّعَال ولا ركب المطَايا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضل من جعفر ( أبو هريرة رضي الله عنة ).
- قال عبد الله بن جعفر: (كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني وقلت له: بحقِّ جعفر؟! إلا أعطاني)
- وكان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر قال: (السلام عليك يا ابن ذي الجناحين).
- وعندما اضطر الامام علي رضي اله عنة ان يفخر فضائلة فقال
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي مشوب لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فمن منكم له سهم كسهمي
متي استشهد ؟
وفي غزوة مؤتة في جمادي الأول سنة ثمان كان لجعفر -رضي الله عنه- موعدا مع الشهادة،
ما هي قصة استشهاد جعفر بن ابي طالب رضي اله عنة ؟
فقد استشهد زيد بن حارثة -رضي الله عنه- وأخذ جعفر الراية بيمينه وقاتل بها حتى اذا ألحمه القتال رمى بنفسه عن فرسه وعقرها ثم قاتل الروم حتى قتل وهو يقول:
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها
والروم روم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها
علي اذ لاقيتها ضرابها
أن جعفر -رضي الله عنه- أخذ الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى قتل، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء.
كيف كان الحزن علي الصاحبي الجليل ؟
تقول السيدة عائشة: (لمّا أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحزن)... فعندما أتاه نعي جعفر دخل الرسول الكريم على امرأته أسماء بنت عُميس وقال لها: (ائتني ببني جعفر).
فأتت بهم فشمّهم ودمعت عيناه فقالت: (يا رسول الله بأبي وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابـه شيء؟)... فقال: (نعم أصيبـوا هذا اليوم)... فقامت تصيحُ.
ودخلت فاطمـة وهي تبكي وتقول: (وَاعمّاه!!)... فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (على مثل جعفر فلتبكِ البواكي)... ورجع الرسول إلى أهله فقال: (لا تغفلوا آلَ جعفر، فإنّهم قد شُغِلوا).
وقد دخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من ذلك همٌّ شديد حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أن الله تعالى قد جعل لجعفر جَناحَين مضرّجَيْنِ بالدم، يطير بهما مع الملائكة لذلك سُمي ذو الجناحين او جعفر الطيار .
رضي الله عن الصحابة اجمعين وصلي الله علي نبية واله وسلم اجمعين
الطائر المهاجر- مشرف المنتديات 2
- عدد المساهمات : 619
الموقع : https://wwwa.forum-canada.com
مواضيع مماثلة
» غزوات الرسول (صلي الله عليه وسلم)
» سلسلة أفلام الأكشن والمغامرة والكوميديا الرائعة Spy Kids ثلاثة أجزاء نسخ DVDRip مترجمة تحميل مباشر
» التراجم العطرة في سيرة زوجات الرسول (صلي الله عليه وسلم)
» سلسلة أفلام الأكشن والمغامرة والكوميديا الرائعة Spy Kids ثلاثة أجزاء نسخ DVDRip مترجمة تحميل مباشر
» التراجم العطرة في سيرة زوجات الرسول (صلي الله عليه وسلم)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء فبراير 14, 2012 5:46 pm من طرف اميرة المنتديات
» طه الدليمي أراد ان يرتقي للعلى لكنه أخلد الى الأرض
الأحد يوليو 10, 2011 4:32 am من طرف شريف الروش
» أكلات تؤدى إلى الراحة النفسية
الأربعاء يونيو 15, 2011 2:59 am من طرف اميرة المنتديات
» جزاك الله كل خير اختي اميرة
السبت يونيو 11, 2011 4:25 pm من طرف محمود
» التفسيرالكامل لسورة الدخان
الأربعاء يونيو 08, 2011 2:26 am من طرف اميرة المنتديات
» هل تريد ان تعرف ماذا قال موشى ديان عن حرب اكتوبر؟
الجمعة يونيو 03, 2011 4:58 pm من طرف شريف الروش
» آداب الضحك
الجمعة يونيو 03, 2011 4:23 pm من طرف شريف الروش
» 30 خطوة لجمالك
الخميس يونيو 02, 2011 3:17 am من طرف اميرة المنتديات
» تركيب الاندومي --
الخميس يونيو 02, 2011 3:01 am من طرف اميرة المنتديات